أثار انتقاد الفنان التشكيلي عبد الله إدريس غياب النقد عن الساحة التشكيلية السعودية، في الندوة التي عقدها أتيليه جدة حول الأعمال المعروضة في معرض " مختارات عربية" الأسبوع المنصرم، شحنة من التساؤلات في المشهد التشكيلي حول ضرورة الالتفات بجدية لهذه المسألة، وطالب مهتمون جمعية التشكيليين بتبني الأمر وفق معايير صارمة ورؤى تتقاطع مع هذه الورقة المهمة بحسب تعبيرهم. وكان ادريس قد ذهب في ورقته الى أن غياب النقد عن الحركة التشكيلية أفرز ظواهر وتحولات غير واعية تهيمن عليها العشوائية والتخبط . وقال : إن ساحة الفنون التشكيلية تبدو حائرة لا تمتلك بوصلة وفاقدة لخطابها الفني الذي يمثل في نسيجه الخطاب الثقافي الوطني والهوية المفترضة، بعد أن بدأ ورقته بقراءة لأعمال الفنانين العرب ومنهم مريم عبد العليم، وعادل السيوي ، وراشد دياب وطه صبان وغيرهم.

وقال : عندما تحتشد كل هذه الأعمال تحت سقف واحد وتحمل مسمى مختارات عربية ربما يتهيب كل من يرغب في رصدها أو الكتابة عندها أو نقدها وذلك لتعدد مستوياتها وشتات أساليبها ,فالتعاطي مع مثل هذه الأعمال يتطلب إجراء عملية انتقائية أو التطرق إلى جوانب من الأعمال بشكل غير مباشر.

وأضاف إن معرض مختارات عربية يتمظهر في ذائقة تستدعي الجمهور ليتعاطى معه ويخلق نوعا جديدا من الحوار يسهم في تغذية المحيط البصري بذاكرة لونية بلاغية، تستفيد منها الساحة التشكيلية، فهو حراك نشط رغم ما يعتريه من انتقادات كأي معرض يولد في بيئة فنية وثقافية غير مكتملة ومبتورة في عناصرها.

وقال إدريس إن بعض الأعمال المعروضة يمكن أن يكون المدخل إليها عن طريق إحالتها لأسلوب نقدي أو تيار أو مدرسة محددة في النقد، بمعنى أنها تحيلنا إلى هذا التيار أو ذاك الأسلوب النقدي لما تحمله من إشارات تومئ بهذا الانتساب والانتماء ,فعناصرها ومضامينها تتحرك في فضاءات نقدية محددة ، وتتماهى مع اتجاهها نقديا يمكن الإحالة اليه ، وهذا التلاقي بين العمل الفني ومرجعيته المدرسية يحيلنا إلى السؤال : هل ينبغي النظر إلى العمل الفني على ضوء علاقته بالنظرة إلى تيار نقدي محدد؟