"إذا كبرت بكم تبيعني بابا"؟ سؤال وجهه الطفل سلطان الجابري بمنتهى العفوية لوالده بعد أن سمع عن قيمة اللاعب البرازيلي كاكا التي تبلغ نصف مليار ريال سعودي تقريباً، وعن سعر البرتغالي كرستيانو رونالدو الذي وصل إلى مليار ريال.
يقول والد سلطان، فهد الجابري إن رده على سؤاله كان بأن ينتبه لتعليمه أولاً وبعد ذلك تأتي الرياضة، لكنه فوجيء بسلطان يقول له" أنت موظف وما عندك بيت كبير مثله، وهو عنده سيارات وفلوس كثيرة"، وهي الإجابة التي يقول الجابري إن صغيره أحرجه بها. ولم يصدق الطالب يزيد الجهني أن أسعار اللاعبين وصلت إلى هذا الحد إلا بعد أن نشرت "الوطن" قائمة أغلى اللاعبين في العالم، وقال "الكرة الآن أصبحت مصدر رزق أفضل من جميع المهن، وربما أن من يملك الموهبة ويستطيع تنميتها سوف يعيش حياة المال والأعمال".
ويصر الجهني على أنه سيبحث عن طريق يستطيع أن يتعلم الكرة من خلاله فهو لم يتجاوز بعد الـ 16 عاماً. ولم تستطع أم سلمان صرف ولدها (12 عاماً) عن المونديال الذي تشده فيه أسعار لاعبيه، فقالت "كلما سمع المعلق يذكر لاعباً جاء بالآلة الحاسبة ليحول القيمة من الدولار إلى الريال"، وأشارت إلى أن سلمان بات يردد أنه سوف يتعلم فنون الكرة حتى يستطيع أن يشتريه أي ناد في المستقبل وتصبح لديه أموال كثيرة، الأمر الذي أثار فزعها في أن يتعلق بالكرة ويترك التعليم. ويوصي معلم التربية البدنية في متوسطة عمر بن عبدالعزيز، عدنان كليب بأنه يجب على الوالدين التوضيح لأبنائهم أن العلم وتحصيل المعرفة يأتي بالدرجة الأولى ثم الكرة، ولابد أن تترك الأسرة حرية اختيار النشاط الرياضي للطفل ولا يتم إجباره على نشاط معين.
وذهب كليب إلى أن الاحتراف في الكرة السعودية وأسعار اللاعبين تعطي طموحاً لصغار السن بأن يصبحوا لاعبين قيمتهم المالية كبيرة، لما في ذلك من فائدة للمنتخب السعودي، ولهذا يجب على معلمي التربية البدنية في المدارس متابعة الطلاب ممن يملكون مواهب لصقلها والأخذ بهم إلى الهدف المنشود.