ما أن تصل مدينة اللاذقية الساحلية السورية إلا وتشعر وكأنك في البرازيل من واقع ما تراه من أعلام برازيلية تتدلى من شرفات المنازل وعلى المقاهي وفي الساحات الواسعة منها. فمعظم سكان المدينة يشجعون السامبا فيما عدا عدد قليل يميل إلى دول أوروبية مرشحة كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.

ويتجمهر غالبية عشاق المونديال من السوريين في أشهر مقهيين في اللاذقية هما الطابوشية وأرسلان باشا حيث تقصدهما جماهير أندية حطين وتشرين (مقرهما في ذات المدينة) لمتابعة مباريات البطولة عبر شاشات بلازما عريضة مساندين بصوت مرتفع أحد هذه المنتخبات.

ووصل الحماس حدته في أحد مقاهي المدينة عندما تشاجر اثنان من المشجعين بصوت عال متماسكين بالأيدي بسبب اختلاف الميول، مما دفع بصاحب المقهى إلى الاتصال بالشرطة لفك الاشتباك.

وفي جزيرة "أرواد" الواقعة وسط البحر المتوسط على بعد أربعة كيلومترات من مدينة طرطوس، يعاني عدد من ملاك مطاعم السمك من قلة الزبائن بسبب مباريات المونديال الذين يفضلون الذهاب إلى المقاهي المجاورة التي وفرت لعملائها شاشات تلفزيونية كبيرة تستقطب زوار الجزيرة أيضاً، ولهذا ابتدع بعض التجار الصغار طريقة لعدم خسارة الزبائن خلال المونديال، فقام الريس جعفر صاحب قارب بحري اعتاد على نقل زوار الجزيرة بوضع تلفزيون في قاربه مع جدول المباريات لجذب الركاب، وعمد الحاج أبو بكر الذي يملك مطعماً في المدينة إلى تقديم عروض مخفضة لرواد المطعم وخصوصاً محبي البرازيل كونه من عشاق السامبا.

أما المطاعم المطلة على البحر في مدينة طرطوس فترى فيها البهجة بالمونديال على وجوه مرتاديها وبالذات عندما يأتي الغروب. ويعبر صاحب مطعم عن عرفانه لهذا المونديال لأنه وفر له مجموعة كبيرة من الزبائن الذي وصف روحهم الرياضية بالعالية.