تأثرت الأسواق التجارية بنهائيات كأس العالم بعد أن شهدت عزوفاً من الشباب والرجال الذين اعتادوا على اصطحاب أسرهم إليها، وذلك بسبب متابعتهم لمباريات المونديال التي تأتي في مختلف أوقات اليوم ابتداء من الظهيرة وحتى موعد متأخر من الليل.
ففي الوقت الذي يتزامن فيه المونديال مع حفلات الزواج التي تزداد في فصل الصيف، وتلح عندها حاجة النساء إلى شراء الملابس والعطور والاكسسوارات والذهب والمجوهرات لحضور المناسبات، يصر الرجال على البقاء في المنازل أو الذهاب إلى المقاهي لمشاهدة المباريات.
وتقول سيدات إن أبناءهن تمردوا عليهن رافضين مرافقتهن إلى الأسواق لانشغالهم بالمونديال وعجز آبائهم عن ثنيهم مع أن أخواتهم هن من العرائس اللاتي يتطلبن الاستعداد لليالي الفرح. وتصف فتيات من المقبلات على الزواج بعد أسابيع، المونديال بأنه كارثة حلت بهن في وقت غير مناسب فلم يستطعن فيه تأمين متطلباتهن الخاصة لبيت الزوجية أو حفل الزفاف، لأن إخوتهن يتحججون بمتابعة مباريات كأس العالم للتنصل من اصطحابهن لتلبية هذه المتطلبات. ويأتي حفل زواج هدى الزهراني بداية العطلة الصيفية، وهي تقول "الأيام تمضي بسرعة وأحاول استكمال بقية التجهيزات الخاصة بزواجي كالعطور والمجوهرات والملابس، إلا أن رفض أشقائي ايصالي إلى السوق بسبب المباريات يجعلني أعيش حالة من الخوف والقلق أن يحل موعد الزواج ولم أنته من تهيئة نفسي بعد".
وتشير أحلام الغامدي إلي أن أفضل فترة للتسوق هي عقب صلاة العصر أو العشاء فالوقت بين صلاتي المغرب والعشاء قصير، وتقول"كثير من الفتيات يشتكين مثلي هذه الأيام من رفض الآباء والأبناء الذهاب بهن إلى الأسواق بسبب منافسات كأس العالم".
وتضيف "ليس هناك في المنطقة شركة إيجار سيارات بسائق ليوم أو ساعات مما عرضنا إلى حالة نفسية سيئة مترقبات نهاية المونديال".
وتؤكد ابتسام أن عدداً من صديقاتها فكرن بجدية في ظل هذه الأوضاع والرفض المستمر من أرباب الأسر في قصر المشتريات على الأشياء البالغة الأهمية فقط، وإلغاء الأخرى غير الضرورية.
وتوضح الإخصائية الاجتماعية الدكتورة محاسن شعيب أنه بنظرة متأنية ومقارنة بين أبناء اليوم وأبناء الأمس نجد أن أبناء الأمس لم تظهر فيهم ظاهرة التمرد بل حرصوا على التماسك الأسري وطاعة الوالدين وتقبل التوجيه والاهتداء بالشريعة الإسلامية، وتضيف "لابد لنا هنا أن نقارن أيضاً الفروق في الجو الأسري قديماً وحديثاً حيث إن اختلاف أساليب التنشئة الاجتماعية واختفاء الجو الحميمي الدافيء بين أفراد الأسرة وتفكك المجتمع يعد دافعاً آخر لتمرد الشباب".
من جانبهم، علل بعض العاملين في الأسواق والمجمعات التجارية حالة الركود فيها هذه الأيام وعدم إقبال الأسر عليها في فترات مختلفة من اليوم إلى انشغال الناس بالامتحانات العامة إضافة إلى المونديال، ويستبشر هؤلاء بالشهر المقبل الذي تكون فيه الامتحانات قد انتهت وكذلك مباريات المونديال.
ولاتقتصر الشكوى على المقبلات على الزواج، بل حتى على الزوجات اللواتي تحولن منذ انطلاقة المونديال ونتيجة دخول الأزواج في تحديات مع زملائهم وأصداقئهم إلى مقدمات لخدمات الطعام والمشروبات، ولذا تحول كثير منهن إلى المعاندة كردة فعل على عدم التزام الزوج بواجباته في إحضار لوازم المنزل وتأجيله لها لوقت.
ويتجسد عناد الزوجات في الحرص على تشجيع المنتخبات التي تنافس المنتخبات المفضلة للأزواج.