ربما تكون الفرصة مواتية للجانب الفلسطيني اليوم في بروكسل لكي يحصل من مندوبي الرباعية الدولية على ما عجز عن أخذه في السنوات الماضية،لأن الظروف التي تمربها المنطقة قد تكون مغايرة لكل الظروف التي مرت بها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية،أو أنها تكون إلى الجانب الفلسطيني.
فالعواصف التي ضربت كلا من تونس ومصر والمستمرة بقوة في ليبيا ،كلها مؤشرات على أن شيئا ما سيحصل في المنطقة، وأن رياح التغيير هذه لا بد أن ينظر اليها الأميركيون والأوروبيون والروس والأمم المتحدة من زاوية المصالح القومية والوطنية للمنطقة التي تشكل المسألة الفلسطينية نقطتها المركزية.
إن أي حل للقضية الفلسطينية يقوم على أسس واضحة من العدالة الدولية بما يحقق أماني وآمال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس سيكون مرحبا به من قبل المفاوض الفلسطيني والعربي، فيما وضع العصي في دواليب عربة الحل من قبل إسرائيل ومن يمثلها في الرباعية الدوليةـ وهم كثرـ فلن يعطي لا اجتماع اليوم على مستوى المندوبين ، ولا اجتماع الوزراء في مرحلة لاحقة الصدقية المطلوبة.
وعلينا ألا ننسى العامل الفلسطيني الداخلي، فهو بقدر تماسكه وقوته يمكنه أن يفرض على المتحاورين الأخذ بالمنطق الفلسطيني، أولا. ونحن حتى الساعة يحكمنا التشاؤم من قدرة الأطراف الفلسطينية على التوصل إلى أرضية مشتركة تنأى عن المصالح الفئوية وتغلب المصلحة الفلسطينية العامة.