تعيش الرياضة السعودية في الآونة الأخيرة مجموعة أسئلة تبحث لها عن إجابات وتطرح على المستويات كافة سواء في المؤسسات أو في الإعلام أو في مختلف الأوساط المهتمة، مع أن تلك الأسئلة أخذت وقتاً طويلاً والواقع أنها تحتاج فعلاً إلى أجوبة سريعة، وهذه الأسئلة ليست جديدة إنما نحاول أن نعيدها لعلها تجد إجابات شافية لها خاصة أن الوضع لم يعد يحتمل حتى التجريب ومن المفروض أن الصورة باتت واضحة لمستقبل الحركة الرياضية السعودية، وما على المسؤولين الآن إلا توليفها ليعرف الجميع أهدافها الاستراتيجية والمستلزمات المؤدية إلى تحقيق تلك الأهداف.

وبصراحة تارة نقنع أنفسنا أن الواقع العام ليس بصدد الوقوف عند الجزئيات، وتارة نقنع أنفسنا أن البحث في الرياضة بات يحتاج إلى وقت طويل لكي يختمر لأن البعض يرى أنه يجب أن تنقلب الأمور رأساً على عقب، وفي الكثير من الأحيان نرى أن السرعة في تحقيق التغييرات المطلوبة فيما أثبت فشله يغنينا عن مزيد من الأخطاء التي ربما تتراكم لدرجة لم تعد العودة فيها إلى المسار السليم يمكن تحقيقها بسهولة، هذا إذا فرضنا جدلاً أن ذلك لم يحدث فعلاً ولم نصل بعد إلى الخط الأحمر... ولكي لا يزاود أحد علينا نقول مرة أخرى وكنا قد كتبناها سابقاً: إن أي عمل لابد أن ترافقه أخطاء وإن أي اجتهاد لايمكن أن يصل إلى النتائج المرجوة مئة بالمئة، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى، لا يمكن أن نحمّل أي مؤسسة أو فرد كل الأخطاء لأن مسائل عدة تراكمت على مدار السنين لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يعفى من المسؤولية أولئك الذين لا يحاولون تقويم أي اعوجاج، أو يتصورون أن ما يفعلونه تُؤدى له التحية، أو أن من يعمل لصالحه الخاص مختبئاً وراء ما يسمى تراكم السنين يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية مختبئاً وراء هذه الفكرة، أو أن من يعمل فعلاً ولا ينتج معفى من المساءلة أو على الأقل يبقى في منصبه لصفاء نيته لا أكثر ولا أقل!.

إذا كان البعض يريد أن نقول إن رياضتنا بخير وإن نتاجنا عال العال فسنفعل ذلك ولكن شرط ألا يكذّبونا هم في قرارة أنفسهم ويصمونا بالمحاباة عندما يرغبون بتشغيل ضمائرهم!

لنقف قليلاً عند بعض الأسئلة الملحة التي تحتاج إلى جواب صريح وواضح ولا لبس فيها ولا يستطيع أي شخص من (المحنكين) أن يحوّر فيها مهما حاول لسبب بسيط جداً وواضح جداً يتلخص بما يلي: معظم ألعابنا الرياضية وخاصة كرة القدم تحتاج إلى إعادة بناء والشارع الرياضي يعرف ذلك تماماً،ولو أمعنا النظر بالقدرات المتواجدة في صفوف لاعبينا لعرفنا تماماً كم نحن مقصّرون في البحث عن آلية عمل قادرة على احتضانهم والاستفادة من خبراتهم.