بعد وفاة جدتها مريم بدأت تنتشل ما تبقى من عبقها، جسدت لوحاتها شخصيات نساء حقيقيات عشنَّ وَعانين مع جدتها ـ بناتها، حفيداتها، صديقاتها ـ ومنها قامت بإبراز هوية كل إمرأة في بيت جدتها من الكارزما الحادة لدى القليلات إلى ضعف الشخصية وَالانقيادية لمعظم النساء، حيث مثلت المرأة بلا فم أو عين أو بلا ملامح كناية عن شدة النقص في ذلك الزمان! هكذا قدمت الفنانة السعودية زهراء المتروك معرضها الشخصي الذي جاء بعنوان "الجدة مريم"، والذي اختتم أمس على صالة التنمية الاجتماعية بالقطيف. جاء المعرض على حد تعبير ـ المتروك ـ ليقول إن الموت بداية حياة والحياة بداية موت وهو ذكرى لرحيل جدتها، بطريقة جديدة بالمدرسة المفاهمية مستخدمة ألوان أكريلك على قماش مع بعض التذهيب في بعض اللوحات، وألوان ترابية كما كانت جدتها وعبق الماضي من زخرف وتذهيب، وأنهيت اللوحات بلمسات مضيئة وألوان عصرية وذلك للدلالة على الأحفاد، حيث تجانس الألوان العصرية مع الألوان الشعبية كتجانس الأحفاد مع الجدة، معبرة بذلك عن المدرسة المفاهمية والتي رأتها أنها جديدة في المملكة. تقول زهراء المتروك: إن المعرض عبارة عن 11 عملا فنيا، 10 لوحات قدمت داخل توابيت والأخيرة بمساحة كبيرة علقت على الجدار بها أثر الرحيل، وكل لوحة صورة امرأة تجسدها كيف كانت سابقا داخل تابوت على الأرض وهو ليس للمطالبة بالتحرر، مؤكدة أن ما يقدم في الساحة هو سباق في عدد اللوحات، حيث كان الاهتمام في الكمية أكثر من نوعية الأعمال وفكرتها، مستدلة بأنها لم تسأل عن فكرة المعرض بل عن عدد اللوحات، والإنتاج كبير ومحفز للفنانات لكن بحاجة لملامسة الثقافات المتعددة لفنانين خارج المملكة وتجارب المستشرقين، مفيدة بأن المنطقة توجد بها أسماء كبيرة تحتاج إلى الأخذ بها إلى العرض المناسب، مما دعاها إلى مطالبة وزارة الثقافة والإعلام بأن يكون هناك تنظيم أكثر للفنانات خارجيا للاحتكاك والاستفادة من المعارض بالدول الأخرى وحضور المناسبات الفنية كورش العمل. يذكر أن الفنانة زهراء المتروك حصلت على جائزة معرض الشباب بشرقيات تشكيلية 2007، المركز الأول بمسابقة الخط التشكيلي الثانية 2000، المركز الأول بمسابقة هيئة الإغاثة الإسلامية التشكيلية 1997، وشاركت في الأيام الثقافية السعودية في روسيا، تركيا، الجزائر، والعديد من المعارض.