نحتفل هذه الأيام مع شعوب المعمورة وزعماء دول العالم بعودة قائدنا، الملك عبدالله بن عبد العزيز، معافى، لنكمل خطوات مسيرتنا التنموية ونقطف ثمار نجاحاتنا الحقيقية.

في قريتنا الكونية قلما نجد قائداً إقليمياً تتآلف على محبته شعوب العالم أجمع. وفي عصر العولمة قلما يحظى زعيم محلي باحترام وتقدير زعماء الدول الغنية والنامية والفقيرة معاً، فأعزنا الله بملكه محلياً وإقليمياً ودولياً، وأصبح قائدنا أقوى شخصية نفوذاً في العالمين العربي والإسلامي، وثالث أكبر شخصية قوةً وتأثيراً وانتشاراً في العالم أجمع، طبقاً لمجلة "فوربس" العالمية.

نحتفل بعودة قائدنا الذي وحّد العالم تحت راية المحبة والسلام، ونجح في اجتثاث فلول الإرهاب بشجاعة قوى الأمن السعودي الساهر على أمننا، وأبدع في القضاء على الفكر الضال المنحرف وعصابات الغدر والخيانة، وفلول قطاع الطرق وأوكار الحقد والكراهية، وذلك من خلال النصيحة والوسطية والحوارات الحضارية.

اليوم نقف خلف قائد مسيرتنا جنوداً مجندة لإطفاء فتيل الصراعات الدموية بعد أن أضرم أرباب الحروب حدتها، ونسعى بمكارم أخلاقنا لإحباط أساليب استغلال الأديان بعد أن استباح الإرهاب ساحتها، ونلوذ بعقديتنا السمحة عن عراك الثقافات بعد أن تسلطت قوى البغي على مقاديرها وقامت بتحوير حقائقها وتغليب عنصريتها.

اليوم نقف مع قائدنا صفاً واحداً لتحقيق الحوار الصادق بين الأديان والتصدي لتضارب المصالح وضياع حقوق الإنسان وهلاك القيم وامتهان الأرواح وكساد الأخلاق وتباطؤ الاقتصاد وبور التجارة، ليسجل التاريخ إجماع شعوب العالم قاطبة على قائد ملهم يوحد شملهم وزعيم حكيم يؤم مسيرتهم.

اليوم نحتفل مع قائدنا بتحقيق المصالحة العربية التي أدت إلى رأب التصدع العربي، وساهمت في توحيد صفوف الأشقاء ولمّ شمل الفرقاء، وحققت أحلام الشعوب العربية المتعطشة للترابط والتعاضد والتماسك وقضت على الفخ الذي نصبه لنا أعداء الأمة الإسلامية جمعاء.

اليوم نعتز بمبادرات قائدنا لتحقيق مصالحنا الإقليمية الحيوية، وإنشاء سوقنا الخليجية المشتركة، ومنطقة تجارتنا الحرة العربية الكبرى، ومؤسساتنا الإسلامية الدولية لتمويل تجارتنا البينية، وبرنامج عملنا العشري لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

اليوم نفتخر مع مليكنا بإنشاء أفضل المنارات العلمية المضيئة في العالم، ونعتز بأعلى منابر الفكر والمعرفة والبحث والابتكار، مما يجعل وطننا قبلةً مبدعةً وصرحاً داعماً لسعينا الدؤوب في بناء معاقل خبراء المستقبل وعلماء الوطن.

اليوم نتحمل المسؤولية التي ألقاها على عاتقنا قائد مسيرتنا الحضارية، الهادفة لتدوير دخلنا النفطي وتخصيص عوائده لإقامة مشاريعنا الإنمائية وقواعدنا الصناعية وتجمعاتنا الاقتصادية. واليوم نتعهد بمواصلة جهودنا لتوفير ملايين الوظائف الجديدة لأجيالنا المستقبلية، وتطعيمها بالنقلة النوعية المميزة والقوة المعرفية المدعومة بجامعاتنا الفتية، التي تضاعفت أعدادها ثلاث مرات، وأفواج مبتعثينا الذين فاق عددهم 100 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات.

اليوم نحتفل بنجاح مبادرات ملك الإنسانية في تشجيع مستشفياتنا وأطبائنا على معالجة الأمراض المستعصية ودعمهم في ميادين العمليات الجراحية المعقدة، ومتابعة إنجازات علمائنا في تقنيات الخلايا الجذعية والنانو والطاقة المتجددة والبيئة النظيفة والمعلوماتية، وحث مراكز أبحاثنا على تحقيق أعلى المراتب العالمية.

اليوم نحتفل مع قائد مسيرتنا الاقتصادية بالنتائج الباهرة التي حققناها منذ انضمامنا للنظام التجاري العالمي، لتصعد مملكتنا بجدارة إلى المرتبة 11 من بين 183 دولة في تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال"، ونتصّدر المركز الأول بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقييم "التنافسية البيئية للاستثمار"، وفقاً لمعايير ومؤشرات "البنك الدولي".

اليوم نحتفل مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإصلاحية، التي حققت صعودنا للمركز الخامس بين 135 دولة في أسرع دول العالم تقدماً بمقياس "التنمية البشرية" على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وذلك نتيجة لما حققته المملكة من إنجازات في مجالي الصحة والتعليم، وفقاً لبرنامج "الأمم المتحدة الإنمائي".

اليوم نفتخر بمكانتنا الاقتصادية العالمية، التي قفزت للمرتبة 18 بين أكبر دول العالم، ليتم انضمامنا بجدارة لمجموعة العشرين، واكتمال اندماج اقتصادنا في قواعد وأحكام النظام العالمي. واليوم نحتفل بتصّدر المملكة قائمة أكبر دول العالم في حجم التجارة الخارجية التي فاقت نسبتها 70% من ناتجنا المحلي، لنحتل المركز 12 في الصادرات والمركز 16 في الواردات بين أكبر دول المعمورة في التجارة العالمية.

اليوم نعتز بحسن إدارة خدماتنا المالية ونجاحنا في تخطي الأزمات العالمية الخانقة، مما أدى إلى تحقيقنا للمستويات الرفيعة في الملاءة الائتمانية المميزة والتي منحتنا التصنيف السيادي المرموق عالمياً. واليوم نحتفل مع أجهزتنا الحكومية التنفيذية برفع اسم مملكتنا من قائمة الدول المراقبة لحماية حقوق الملكية الفكرية، ومع مفتشي جماركنا باختيار مصلحتهم أفضل مؤسسة جمركية من بين 174 دولة في القرية الكونية لجهودهم الحثيثة في القبض على مهربي المخدرات ومكافحة أساليب التدليس والغش التجاري.

اليوم نتذكر تاريخ الخليفة عمر بن عبدالعزيز عندما سأل أفضل الواعظين "الحسن بن أبي الحسن البصري" عن صفات الإمام العادل، فكتب البصري: "اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر (أي هو الذي يحمل الجائر على القصد وعدم الظلم)، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة كل مظلوم، ومفزع كل ملهوف. فهو كالقلب بين الجوارح والقائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد لله ويقودهم". وهكذا هو قائدنا عبدالله بن عبد العزيز.