عبر الرئيس المصري حسني مبارك عن قلق" بلاده إزاء الوضع في قطاع غزة، خلال محادثات أجراها مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس. وأكدت القاهرة موقفها الرامي إلى "ضرورة رفع الحصار عن القطاع"، فيما جددت واشنطن دعوتها إلى "إجراءات جديدة لإدخال مزيد من السلع والمساعدات إلى غزة، وفى نفس الوقت تحول دون دخول الأسلحة إليها".

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الأمريكي إن ميتشل قدم إلى الرئيس مبارك تقريرا كاملا عن الجهود الأمريكية حول إحياء عملية السلام، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورفع الحصار عن غزة، وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطينى للحصول على احتياجاته الأساسية. وأضاف أبو الغيط أن "موقف بلاده واضح خاصة فيما يتعلق بضرورة رفع الحصار ومطالبة إسرائيل بإتاحة الفرصة للشعب الفلسطينى للحصول على كافة احتياجاته، دون أية عقبات وفتح المعابر بالكامل"، مشيرا إلى أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الفلسطينيين بشكل مستمر.

لكن أبا الغيط شدد مجدداً على أن بلاده لن تتراجع عن تمسكها بالوثيقة التي أعدتها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية. وقال "الموقف المصرى، مثلما كان يتمثل دائما، هو أنه يجب توقيع مشروع الوثيقة المقترحة التى وقعتها فتح من جانب الجهة المعنية الأخرى وهى حماس".

وكرر الوزير المصري تأكيده أن بلاده "لا تفكر أبدا وليست على استعداد على الإطلاق للسماح بأى تعديل لهذه الوثيقة مهما كان شكل هذا التعديل، سواء كان بتعديل مباشر عن طريق تغيير الصياغة أو حتى أي إضافات عليها فى صورة ملاحق".

ومن جانبه، أثنى ميتشل على "الدعم المصري لجهود الرئيس أوباما لتحقيق السلام الشامل في المنطقة"، مشيرا إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض حول الوضع في غزة، والذي جاء فيه أن "واشنطن تعمل بشكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الوطنية وإسرائيل والشركاء الدوليين لوضع إجراءات جديدة لإدخال مزيد من السلع والمساعدات إلى قطاع غزة، وفى نفس الوقت تحول دون دخول الأسلحة إلى هذا القطاع". ورحب ميتشل بإعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها تخفيف القيود المفروضة على دخول السلع المدنية إلى قطاع غزة، وكذلك المواد المستخدمة فى البناء وإقامة المشروعات المدنية تحت الإشراف الدولي، ومواصلة الإجراءات الأمنية الحالية لمنع دخول الأسلحة للقطاع.

على صعيد مواز، واصلت مصر أمس فتح معبر رفح البري بالتوازي مع معبر رفح الفلسطيني لليوم التاسع عشر على التوالي. وصرح مصدر مسؤول بالمعبر أن إجمالي عدد العابرين خلال الأيام الماضية بلغ أكثر من 11 ألف فرد.