تستقبل اليوم أكثر من 11 ألف مدرسة متوسطة وثانوية للبنين والبنات بالمملكة قرابة مليوني طالب وطالبة؛ لإجراء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي وسط استنفار أكثر من مليون أسرة لمواجهة شبح الاختبارات.

ويأتي استنفار أسر الطلاب ومدارسهم لإجراء الاختبارات وسط تحذيرات مستمرة من الأطباء والتربويين وأولياء الأمور من استخدام المنبهات، والانجراف وراء شائعات الأقراص المحظورة التي تساعد على التركيز هذه الأيام.

وعلى الرغم من أن غالبية الأسر السعودية تعد هذه الأيام أياما عصيبة بوصفها أيام جني ثمار فصل دراسي كامل، وتستوجب مضاعفة الجهود، إلا أن الحال هو نفسه في مختلف المدارس المتوسطة والثانوية التي بلغ الاستنفار فيها أقصى حالاته، للاستعداد والتهيئة باعتبار فترة الاختبارات فترة زمنية حرجة غير قابلة للسهو أو الخطأ وتتطلب استعدادا مبكرا.

وقال الطلاب سعد المطيري ويوسف رامز وعلي الحيدري في المرحلة الثانوية، إنهم يجب أن يتحاملوا على أنفسهم، ويتفرغوا كليا للاستذكار، ويضاعفوا من جهودهم خلال فترة الاختبارات باعتبار أن معدل الثانوية سوف يكون تراكميا ما يتطلب منهم هذا الجهد المضاعف.

واتفق معهم عدد من طلاب المرحلة المتوسطة الذين يرون أن هذه الأيام هي أهم مراحل عمر الطالب، كونها هي التي يتم خلالها تحديد مستواه الدراسي، الذي يحدد بدوره مستقبله المهني، وأنهم يجب أن يلزموا منازلهم طيلة هذه الفترة، ويتفرغوا كليا للمذاكرة.

وأكد محمد الحربي ولي أمر لثلاثة طلاب وطالبات أن أيام الاختبارات مرهقة ومتعبة بالنسبة لأسرته، وأنه تقدم بطلب إجازة من عمله خلال فترة الاختبارات من أجل مساعدة أبنائه على تخطي هذه المرحلة بنجاح، وأن أسرته استنفرت كل طاقاتها لتهيئة الجو الدراسي المناسب للأبناء في المنزل، وتوفير كل متطلبات الاختبارات.

خطورة المنبهات

وحذر طلاب المرحلة الثانوية فهد السلمي، وعلي مصطفى، وفؤاد المجيرشي زملاءهم في المدارس من تعاطي المنبهات التي يظنون خطأ أنها تساعدهم على زيادة الاستيعاب والفهم. وأكدوا وجود مثل هذه المنبهات، وأن لهم زملاء يتعاطونها ويقومون بشرائها من جهات مختلفة، أغلبها من العمالة المخالفة التي تنتشر في الشوارع.

وذكر عمر ربيع ولي أمر طلاب بالمرحلة الثانوية أنه اتجه إلى أحد الأطباء المختصين، الذي أوضح له أن مثل هذه المنبهات تستخدم للأمراض النفسية فقط، وأنها تسبب الأرق والاكتئاب بالنسبة للأصحاء، وأنه لا صحة لما يدعيه البعض من أنها تساعد على قوة التركيز والاستيعاب.

وأوضح مدير إدارة الإشراف الطبي بجدة الدكتور محمود السيد أن المنبهات التي يستخدمها بعض الطلاب خلال فترة الاختبارات تؤثر تأثيرا مباشرا على قدرة استيعاب العقل، وتسبب الخمول والكسل، وتحدث اضطرابات في التفكير والتركيز لدى الطالب.

وحذر من تناول أي نوع من أنواع الأدوية التي يتوقع الطلاب أنها تساعدهم على الاستذكار، وكذلك الابتعاد عن تناول القهوة والشاي بكثرة، والتركيز على تناول الوجبات المفيدة مثل الفواكه والخضار والسوائل.

خطط فنية وتشغيلية

وأكد مدير عام التربية والتعليم للبنين بجدة عبدالله بن أحمد الثقفي أن جميع مدارس المحافظة أنهت خططها الفنية والتشغيلية لبدء الاختبارات، وتم التأكد من خلال مكاتب التربية والتعليم من جاهزية المدارس لبدء الاختبارات.

وأضاف أن خطة عمل إجرائية أعدتها الإدارة تتضمن نشر أكثر من 300 مشرف تربوي في الميدان وفق خطط معتمدة، وذلك ابتداء من صباح اليوم للإشراف المباشر على تنفيذ خطط الاختبارات بالمدارس، والرفع بالتقارير اليومية عن سير الاختبارات، ومعالجة أي عوائق أو إشكاليات.

وأوضح أن فرقا طبية من إدارة الإشراف الطبي تقوم بالمرور المنتظم على المدارس للتأكد من الحالة الصحية والنفسية للطلاب، ومباشرة الحالات المرضية، داعيا الطلاب إلى الجد والمثابرة، واستغلال أوقاتهم في المذاكرة، والحرص على التفوق وتحقيق أعلى النتائج في ظل ما تم توفيره لهم من إمكانات لتسهيل أداء اختباراتهم.

برامج تقوية بالابتدائي


إلى ذلك، طالبت وزارة التربية والتعليم أكثر من 12 ألف مدرسة للمرحلة الابتدائية للبنين والبنات بضرورة تنفيذ برامج ومناشط تقوية لطلابها الذين أنهوا برنامج التقويم المستمر الأسبوع المنصرم، والبدء في تنفيذ هذه المناشط ابتداء من صباح اليوم ولمدة أسبوعين.

وأعدت إدارات التربية والتعليم بكافة مناطق المملكة خططا إجرائية للحد من تغيب طلاب المرحلة الابتدائية، وخططا منفصلة تتضمن تنفيذ زيارات ميدانية للمدارس الابتدائية من قبل المشرفين التربويين لمتابعة حالات الغياب بها، والرفع بتقارير يومية عن معدلات الغياب بين طلابها.