العلاقة الصادقة بين القيادة والشعب تبرز عبر الحب المتبادَل، وما التعبير عن الأمل في شفاء ولي الأمر؛ خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ورعاه ـ ، والتوجه المستمر الصادق لله تعالى بأن يعيده سالماً معافى إلى البلاد والعباد، إلا خير نتاج لما أعطاه لأبناء شعبه، طوال مسيرته في خدمة وطنه، وخير دليل على حجم العلاقة الكبيرة، بين الحاكم والمحكوم في هذه البلاد. عودة مليكنا إلى بلده وأمته، ومظاهر الفرحة التي ملأت القلوب بعودته، تشكل بيعةً وعهداً جديداً، بينه وبين مواطنيه الأوفياء، للمضي قدماً تحت قيادته المباركة، في مسيرة الحب والعطاء. حجم الفرح برجوع خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن كبير، ويقابله تدفق هائل من التوقعات غير المحدودة التي يتناقلها الناس هنا وهناك، وكلها تبشر بأن النهج الإصلاحي الملحوظ لخادم الحرمين الشريفين ـ أطال الله في عمره ـ لم يتوقف، وأن ذات النهج أيضا لن يتوقف بحول الله تعالى وقوته. الحقيقة وبدون استعلاء، أو إنكار، تؤكد بأن التحديات والملفات التي تواجه المواطنين والمقيمين على ثرى هذه البلاد معلومة إلى حد كبير ـ روي في الحديث الصحيح الشريف؛ عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أمراءكم، (ولا تغـشـوهم)، ولا تبغضوهم.." ـ وتكاد الملفات أن تكون محصورة في الاستمرار في إيجاد حلول لتقليص حجم البطالة، والفقر، وإصلاح التعليم، وقمع الفساد الإداري، والفساد المالي، في المؤسسات العامة، والمؤسسات الخاصة، مع المحاسبة بكل شدة لجميع المقصرين والمتهاونين، وتفعيل أنظمة الرقابة، وإماتة أسباب الغلو والتطرف، وإحياء دواعي الاعتدال والوسطية، وحل ما يتعلق بقضايا المرأة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين، كذا المساكن اللازمة لهم، وتعزيز قيمة المواطنة الحقة، وبث روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين.. والذي يطمئنني، ويطمئن كل مواطن، هو العلم القطعي بأن خادم الحرمين الشريفين، يدرك إدراكا تاماً حجم هذه التحديات، وأن ردود أفعاله كانت وستظل منسجمة مع طبيعة الأحداث المتسارعة، وأنه خير من يقرأ ما حوله، ومن حوله. وأحمد الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن انتماءنا وولاءنا لقائدنا، ولولي عهده، ولنائبه الثاني، عليهما بيعة الله وعهده ـ جل جلاله ـ ، ونشكر مولانا ـ عز وجل ـ أن جعل هيبتهم من هيبتنا.

دعاء من القلب:

يقول الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ : "لو أن لي دعوة مستجابة، ما جعلتها إِلا في السلطان "اللهم رب الناس، أذهب البأس عن ولي أمرنا عبدك خادم الحرمين الشريفين، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما.. اللهم أصلح إمامنا، وأصلح له نيته، وعمله، وبطانته، وأكرمه، وسدده، ووفقه، وعافه، واعف عنه.. اللهم ألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، اللهم أرخص أسعارنا، واجعل بلدنا آمناً مطمئناً رخيا ـ وسائر بلاد العالمين ـ ، اللهم آمنا في وطننا، وادفع عنا من أرادنا بسوء.. اللهم إنا جيران حرمك وإن أسأنا، متمسكون بأذيال حلمك وإن جهلنا، فاغفر لنا وارحمنا، وعافنا، واعف عنا، اللهم إنا جيران بيتك الحرام، طامعون في سعة جودك وكرمك، يا ذا الجلال والإكرام، فلا تردنا بعد ما قصدناك خائبين، ولا عن بابك مطرودين، اللهم إنا عبيدك الواقفون على أعتابك، الخاضعون لعزة جنابك، الطامعون في سنيّ بهيّ شرابك، فلا تردنا بعد ما قصدناك متذللين".