أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية التركية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة قد زاد من خطر وقوع حرب في المنطقة،واصفا حكومة إسرائيل بأنها "مهووسة بإشعال الحرائق". وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أذيعت أمس إن الهجوم "دمر أي فرصة للسلام في المستقبل القريب" ،مضيفا أن حدوث ذلك مرده "بشكل رئيس إلى أنه أثبت أن هذه الحكومة هي حكومة أخرى مهووسة بإشعال الحرائق ولا يمكنك تحقيق السلام مع حكومة كهذه"موضحا أنه لم يعتبر حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى قبل الهجوم "شريكا للسلام" في المنطقة.وقال "لا بالتأكيد ليس لدينا شريك ونحن نعرف ذلك... الأمر مع هذه الحكومة مختلف تماما عن الموقف مع أي حكومة إسرائيلية سابقة." وسئل الأسد عما إذا كان الهجوم الإسرائيلي الأخير يزيد من خطر قيام حرب في المنطقة فأجاب الأسد "بالتأكيد.. بالتأكيد.لكن في الواقع كان هذا الخطر قائما قبل الهجوم لأننا كان لدينا... دليل آخر عن نوايا هذه الحكومة. عن النوايا تجاه السلام وعن نواياها تجاه الفلسطينيين ونوايا قتل الفلسطينيين.هذا يكفى للحديث عن خطر الحرب في المنطقة."  كما نفى الرئيس السوري الاتهامات بأن دمشق أرسلت أسلحة لحزب الله في لبنان. من جهة أخرى، أفاد جيريمي بوين الذي أجرى المقابلة أن الاسد "لم يبد استعدادا في الوقت الحاضر للاستجابة للمحاولات الأمريكية باستمالته بعيدا عن إيران" حليفة سوريا الاستراتيجية، مضيفا بحسب موقع الـ"بي بي سي" إن الاسد "قال إنه لا يمانع في العمل مع الولايات المتحدة، بيد أن طهران ستبقى هي الحليف لدمشق". ومن جهته دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم المجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياته لوضع حد للممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية بحق المواطنين العرب في الأراضي العربية المحتلة". وأكد المعلم بعد لقائه أمس مع وفد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة، أن استمرار إسرائيل في الممارسات العنصرية ضد العرب في الأراضي العربية "يؤكد عدم رغبتها في تحقيق السلام في المنطقة" ، مشيرا في هذا الصدد إلى " ما يعانيه أبناء الجولان السوري المحتل من انتهاكات لحقوقهم". وأشاد وزير الخارجية السوري " بدور اللجنة في فضح الممارسات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في المحافل الدولية " ، مؤكدا " أهمية تعزيز دور الأمم المتحدة في التصدي لهذه الممارسات ". من جهته نوه رئيس وأعضاء الوفد بأن "العدوان على قافلة أسطول الحرية يستوجب ردا صارما من المجتمع الدولي, والمطالبة برفع الحصار عن غزة وإنهاء معاناة المواطنين في الأراضي العربية المحتلة ". يذكر أن اللجنة تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر من عام 1968 لبحث أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة، وهي تقوم بزيارات سنوية إلى المنطقة لإعداد تقاريرها، ولا تزال إسرائيل ترفض السماح للجنة بزيارة الأراضي العربية المحتلة. وستلتقي لجنة تقصي الحقائق عددا من مواطني الجولان ومدينة القنيطرة للاستماع إلى شهاداتهم حول الممارسات الإسرائيلية بحق السكان العرب في الجولان من كافة النواحي المعيشية والصحية والتعليمية، وستعقد اليوم الجمعة مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.