شدد وسيط السلام الدولي لمفاوضات دارفور على ضرورة تحقيق السلام في الإقليم قبل إجراء استفتاء جنوب السودان، فيما لقي أكثر من 20 مدنياً مصرعهم في اشتباكات مسلحة تجددت في الإقليم. وعلمت "الوطن" أن الوسيط الدولي للسلام في دارفور جبريل باسولي والممثل المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في بعثة "يوناميد" إبراهيم غمباري شددا خلال لقاءات أعقبت اجتماع لمجلس الأمن الاثنين الماضي، على ضرورة تحقيق السلام في دارفور في منبر الدوحة قبل إجراء عملية الاستفتاء لجنوب السودان مع بداية العام المقبل. ويتخوف المسؤولون من انصراف انتباه المجتمع الدولي من دارفور إلى الاستفتاء وتداعياته، وتأثير ذلك سلباً على الصراع في الإقليم. ويطالب الوسطاء الدوليون بالضغط على الفصائل الرافضة لمحادثات السلام، أو تلك التي انسحبت.  إلى ذلك  قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته إن الوزيرة هيلاري كلينتون أكدت خلال اجتماع مع رئيس جنوب أفريقيا السابق ورئيس لجنة تطبيق اتفاقية السلام في السودان ثابو ميبكي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي مينكريوس، على "الحاجة لإجراء مناقشة فورية وجادة لترتيبات ما بعد اتفاقية السلام الشامل مثل قضايا الموارد الطبيعية والأمن والمواطنة". ورحبت كلينتون بجهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لدعم محادثات ما بعد اتفاقية السلام الشامل التي تتم بالتعاون مع شركاء دوليين. وشددت على ضرورة التحرك السريع للمنظمتين لدعم آلية تنفيذ استفتاء يناير المقبل في جنوب السودان، ومنطقة أبيي. وناشدت كلينتون الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والدول المجاورة للسودان "للتحدث بصوت واحد في هذه الفترة الحرجة من تاريخ السودان". وفي غضون ذلك  قالت بعثة اليوناميد إن المعارك تجددت بين قبيلتي المسيرية والمهادي قرب مدينة زالنجي بغرب دارفور. وأوضحت البعثة في بيان لها أن عدد الضحايا وأسباب النزاع ما يزالان غير معلومين، لكن شهود عيان أشاروا إلى أن عدد القتلى يفوق الـ 20 مدنياً من القبيلتين. وتعيش القبيلتان ذواتي الأصول العربية في صراعات مستمرة بسبب المراعي.  وفي سياق متصل  حذرت "اليوناميد" من كارثة إنسانية جديدة في دارفور بسبب شح الأمطار واستمرار الاشتباكات بين الحركات المسلحة والجيش السوداني.