أعربت النخب الخليجية عن عدم رضاها عن دور الإعلام في تعزيز التعاون الخليجي ودعم مسيرة مجلس التعاون. وقد كشفت دراسة علمية عن مدى القصور الشديد في أداء الإعلام في دول الخليج ولاسيما فيما يتعلق بالمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وفي المجمل فإن الإعلام الخليجي، من وجهة نظر أهله، يعد قاصراً عن القيام بما هو مطلوب منه ، خصوصاً على مستوى المشروع السياسي "الوحدوي" لدول المجلس وشعوبه.
ففي دراسة أجراها مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالرياض وأعدها رئيس المركز الدكتور فهد الحارثي تبين من استطلاع لرأي النخب الخليجية عن الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الحاضر لدعم التعاون الخليجي، أن 8.6% فقط من مجموع أفراد العينة يرون أنه "جيد جداً" و36.6% يرون أنه "جيد"، و28.1% يرون أنه "مقبول"، في حين يرى 21.6% أنه "ضعيف" و4.5% يرون أنه ضعيف للغاية.
فالراضون تماماً لا يتجاوزون 9% وغير الراضين تماماً يتجاوزون 26% أي أكثر من ربع العينة بقليل ، وهو ما يخلق حالة من القلق حول أوضاع الإعلام السياسي في دول المنطقة، فهو يعاني من تقصير ملحوظ في القيام بأهم أدواره وهو دعم فرص التعاون بين دول الخليج ذاتها.
ويفترض ظاهر أوضاع دول الخليج أن الإعلام السياسي يتوافر على الحدود المعقولة لمستوى التنسيق في الممارسات الإعلامية في دول المجلس، ولكن تظهر مشاركات النخب الخليجية في الاستطلاع المذكور أن 1.0% فقط من مجموع أفراد العينة يرون أن مستوى التنسيق "عالٍ جداً"، و11.3% يرون أنه "عالٍ" و46.6% يرون أنه "متوسط"، في حين يرى 32.2% أنه "ضعيف"، و8.6% يرون أنه "ضعيف للغاية". وقد بلغ عدد أفراد العينة (292 مفردة) موزعة بالتساوي بين دول المجلس 60 استبانة لكل دولة وجميع المشاركين هم من الإعلاميين والمثقفين السياسيين. واشتملت الاستبانة على أسئلة مغلقة ذات الاختيارات المحددة، وأسئلة مفتوحة ترك المجال فيها للمبحوثين للتعبير عن الآراء التي لا تشملها الأسئلة المغلقة.
الإعلام الخليجي سياسياً
و فيما يتعلق بالدعم الذي يقدمه إعلام الخليج في المجال السياسي فقد تطرق البحث إلى المحاور الآتية :
1- دعم فرص المشاركة السياسية لشعوب دول المجلس.
2- دعم التنشئة السياسية لشعوب دول المجلس.
3- دعم المواقف المناهضة للأطماع السياسية في المنطقة.
4- دعم المواقف الرسمية للحكومات في دول المجلس.
5- دعم الخطاب السياسي الموحد.
6- الدعم على مستوى مواقف القوى الدولية المؤيدة لسياسات دول المجلس.
وقد جاءت النتائج كالآتي:
3.4% فقط من المبحوثين يعتقدون أن الدعم على مستوى المشاركة السياسية لشعوب دول المجلس "قوي جداً" و8.6% يعتقدون أنه "قوي". في المقابل يرى 39.0% أن ذلك الدعم "ضعيف" و21.6% يعتقدون أنه "ضعيف جداً". أي الاتجاه السلبي يصل إلى ما نسبته أكثر من 60%.
ويرى 3.4% فقط من المبحوثين أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى التنشئة السياسية لشعوب دول المجلس "قوي جداً"، و11.6% يرون أنه "قوي"، في المقابل يرى 45.2% أن ذلك الدعم "ضعيف"، و13.4% يرون أنه "ضعيف جداً". أي أن الاتجاه السلبي أكثر من 58%.
كما أوضحت النتائج أن 12.0% فقط من المبحوثين يرون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى المواقف المناهضة للأطماع السياسية الإقليمية في المنطقة "قوي جداً"، و20.2% يرون أنه "قوي"، في المقابل، 25.7% يرون أنه "ضعيف"، و5.8% يرون أنه "ضعيف جداً". فالاتجاه الإيجابي في هذا الموضوع هو حوالي 32% فقط.
وبينت النتائج أن 14.0% فقط من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى المواقف الرسمية للحكومات في دول المجلس "قوي جداً"، و25.3% يعتقدون أنه "قوي"، في المقابل 17.5% يعتقدون أنه "ضعيف"، و2.4% يعتقدون أنه "ضعيف جداً".
وقال الباحث الحارثي إن ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن المبحوثين يُحملون الإعلام الخليجي تقصيره في القيام بدوره في دعم التنشئة السياسية لشعوب دول المجلس (58.6%) وتقصيره في دعمه للمشاركة السياسية لشعوب دول المجلس (60.6%)، وتقصيره في دعمه للخطاب السياسي الموحد لدول المجلس (34.3%).
في المقابل يرى المبحوثون أن الإعلام الخليجي يقوم بدور مقبول نسبياً في دعمه للمواقف الرسمية للحكومات في دول المجلس (14.0% يرون أنه قوي جداً و25.3% يرون أنه قوي)، ودعمه للمواقف المناهضة للأطماع السياسية الإقليمية في المنطقة (12.0% يرونه قويا جداً و20.2% يرونه قويا)، بالإضافة إلى دعمه لمواقف القوى الدولية المؤيدة لسياسات دول المجلس (8.9% يرون أنه قوي جداً، و21.6 يرونه قويا). وتوضح هذه النتائج أن الطابع الرسمي يغلب على اهتمامات الإعلام الخليجي، رغم ضعفه، حسب تقديرات المبحوثين.
في المجال الاقتصادي
إن 4.8% فقط من المبحوثين يعتقدون أن ذلك الدعم على مستوى التكامل الاقتصادي بين دول المجلس "قوي جداً" و13.4% يعتقدون أنه "قوي". في المقابل يرى 39.7% أن ذلك الدعم "ضعيف" و8.2% يعتقدون أنه "ضعيف جداً" فالاتجاه السلبي يتجاوز ما نسبته 47%.
ويرى 6.8% من المبحوثين أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى برامج التنمية الاقتصادية لحكومات دول المجلس "قوي جداً"، و17.8% يرون أنه "قوي"، في المقابل، يرى 30.1% أن ذلك الدعم "ضعيف"، و5.1% يرون أنه "ضعيف جداً".
وبينت النتائج أن 6.5% من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى السياسات الاقتصادية لحكومات دول المجلس "قوي جداً"، و22.3% يعتقدون أنه "قوي"، في المقابل، 29.1% يعتقدون أنه "ضعيف"، و3.4% يعتقدون أنه "ضعيف جداً".
ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن المبحوثين يحملون الإعلام الخليجي تقصيره في القيام بدوره في دعم التكامل الاقتصادي بين دول المجلس (39.7% يرونه ضعيفا و8.2% يرونه ضعيفا جداً) وتقصيره في دعمه لبرامج التنمية الاقتصادية لحكومات دول المجلس (30.1% يرونه ضعيفا و5.1% يرونه ضعيفا جداً).
في المقابل يرى المبحوثون أن الإعلام الخليجي يقوم بدوره إلى حد ما في دعمه للسياسات الاقتصادية لحكومات دول المجلس (29.1% يرونه قويا جداً و3.4% يرونه قويا).
الوحدة الاجتماعية
وجاء في الدراسة أن 4.8% فقط من المبحوثين يعتقدون أن الدعم على مستوى فرص التقارب بين مواطني دول المجلس "قوي جداً" و14.0% يعتقدون أنه "قوي". في المقابل يرى 41.4% أن ذلك الدعم "ضعيف" و9.9% يعتقدون أنه "ضعيف جداً" . فالاتجاه السلبي كما نلاحظ يتجاوز 51%.
كما أوضحت النتائج أن 5.5% فقط من المبحوثين يرون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى حقوق المرأة الخليجية "قوي جداً"، و16.4% يرون أنه "قوي"، في المقابل، 33.9% يرون أنه "ضعيف"، و12.7% يرون أنه "ضعيف جداً". وهنا أيضاً يكون الاتجاه السلبي أكثر من 46%.
أما على مستوى دعم المشتركات العامة بين شعوب الخليج فإن من يقدرون دور الإعلام غالباً لا يتجاوزون 27% ، هذا في الوقت الذي يرى فيه 38% أن ذلك الدعم ضعيف جداً.
ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن حوالي نصف العينة (41.4% ضعيف و9.9% ضعيف جداً)، ترى أن الإعلام الخليجي مقصر في تقديمه للدعم على مستوى فرص التقارب بين مواطني دول المجلس.
كما أن من يقدرون عالياً دور الإعلام الخليجي في دعم حقوق المرأة الخليجية لا يتجاوزون 20% فقط وأن من يرونه ضعيفا أو ضعيفا جداً هم حوالي 47%.
وهذا ما يمكن أن يقال أيضاً عن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى التبادل الثقافي بين دول المجلس ، إذ يرى 6.8% أن دعم الإعلام الخليجي على مستوى التبادل الثقافي بين دول المجلس "قوي جداً"، و19.2% يرون أنه "قوي". في المقابل يرى 31.8% أن ذلك الدعم "ضعيف"، و7.2% يرون أنه "ضعيف جداً". فالاتجاه السلبي هنا يصل إلى ما نسبته 39%.
وبينت النتائج أن 9.2% من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى دعم الهوية العربية والإسلامية لشعوب دول المجلس "قوي جداً"، و21.6% يعتقدون أنه "قوي"، في المقابل، 26.7% يعتقدون أنه "ضعيف"، و7.2% يعتقدون أنه "ضعيف جداً".
كما أوضحت النتائج أن 8.6% من المبحوثين يرون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي على مستوى دعم المشتركات في الثقافة الخليجية "قوي جداً"، و18.5% يرون أنه "قوي"، في المقابل، 22.9% يرون أنه "ضعيف"، و6.8% يرون أنه "ضعيف جداً".
ما يلفت الانتباه في هذه النتائج أن حوالي 39% من العينة يعتقدون أن الإعلام مقصر في دعمه للتبادل الثقافي بين دول المجلس، وثلث العينة (26.7% ضعيف و7.2 ضعيف جداً) يعتقدون أنه مقصر في دعمه للهوية العربية والإسلامية لشعوب دول المجلس، وحوالي ثلث العينة أيضاً (22.9% ضعيف و6.8% ضعيف جداً) يعتقدون بتقصيره في دعمه للمشتركات في الثقافة الخليجية.
وبين الاستطلاع رأي المبحوثين في الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي لمسيرة التعاون في المجال الثقافي، ويظهر فيه أن 59.9% من المبحوثين يعتقدون أن ذلك الدعم على مستوى المشتركات في الثقافة الخليجية "مهم جداً" و29.5% يعتقدون أنه "مهم". في المقابل يرى 1.7% أن ذلك الدعم "غير مهم".
ويرى 63.7% من المبحوثين أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي لمسيرة التعاون على مستوى الهوية العربية والإسلامية لشعوب دول المجلس "مهم جداً"، و24.3% يرون أنه "مهم"، في المقابل، يرى 1.0% أن ذلك الدعم "غير مهم". وبينت النتائج أن 61.0% من أفراد العينة يعتقدون أن الدعم الذي يقدمه الإعلام الخليجي لمسيرة التعاون على مستوى التبادل الثقافي بين دول المجلس "مهم جداً"، و25.7% يعتقدون أنه "مهم"، في المقابل، 1.4% يعتقدون أنه "غير مهم". و0.3% يعتقدون أنه "غير مهم مطلقاً".