كشفت المدير التنفيذي لشركة "تي إل سي" للاستشارات الإدارية والتطويرية بجدة رشا حفظي عن نتائج دراسة قامت بها مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية بالتعاون مع الشركة، والتي تهدف إلى استعراض واقع عدد من مراكز الإنتاج النسائي التابعة لبعض الجمعيات الخيرية من حيث دراستها وتحليلها وتقييمها ضمن معايير العمل المعتمدة لتقييم المشاريع الصغيرة في الأمم المتحدة، مع تسليط الضوء على بعض المبادرات الإنتاجية الجديدة في قطاع الإنتاج الحرفي في القطاعات العامة أو الخاصة، مشيرة إلى أن 75% من المنتجات الحرفية النسائية عرضة للاندثار. وقالت حفظي إن أغلب المراكز للإدارة التسويقية، إلا أن معظم المراكز تسعى إلى فتح قنوات تسويقية جديدة بنسبة 52% من خلال العلاقات الشخصية، والسلوك التسويقي الذي يتميز بفعالية بنسبة 61%. وأشارت الدراسة إلى ضرورة تفعيل الخطط التسويقية التي حصلت على نسبة 45% فقط من ناتج العملية التسويقية. كما أبانت أن أشد المعوقات التي تواجه السوق الحرفي على المستوى الوطني عدم وجود توثيق وتدوين لأصول الحرف اليدوية كالغزل والسدو فهي على وشك الاندثار، وعدم وضوح مفاهيم التسويق من الناحية الاستثمارية، وقلة منافذ التسويق مما يضعف العملية التسويقية. وعرضت الدراسة واقع الجمعيات الخيرية باعتبارها الجهات الحاضنة للمراكز الإنتاجية، وسوق الإنتاج الحرفي في المملكة، وأوضحت من خلال المعلومات المتوافرة أن واقع مراكز تلك الإنتاج يرتبط بعدد من العوامل المشتركة والمؤثرة في سوق العمل تحدد نسبة العرض والطلب على المنتجات الحرفية. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في آليات العمل، وفرص التمويل والإبداع، وسعة الإنتاج من مركز لآخر، إلا أن النتائج العامة تشير إلى وجود مؤشرات واضحة ومحددة تؤثر بشكل إيجابي وسلبي على مخرجات تلك المراكز.  وعرضت حفظي نتائج تقييم إدارة الإنتاج بالمراكز، فأوضحت أنها تخضع لإدارة الجمعية بما يمثل 63%، مما يضعف عامل الاستدامة والاستقلالية لديها. أما العائد الاقتصادي من تلك المراكز فقد قدر بما يعادل 32%، حيث لا تزال بعض المراكز تعتمد على نظام الأجر بالقطعة، إلا أن المنتجات الحرفية تتميز بجودة عالية بنسبة 75%، تسهم بجودتها توافر الخامات الأولية بنسبة 77%، ولكن قد يؤثر بها عدم وضوح خطوط الإنتاج والدورة الإنتاجية والتي تمثل 55% على مستوى مراكز الجمعيات الخيرية. من جانبها أفادت سيدة الأعمال فاتن بندقجي أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها، وقد أثرت سوق الإنتاج الحرفي بمخرجاتها، ويتوقع الاستفادة منها في صنع قرارات مبنية على أسس علمية وموضوعية لتطوير مراكز الإنتاج الحرفي بالجمعيات الخيرية النسائية. وأشارت الى أنه تم وضع عدد من مؤشرات ومعايير التقييم تخضع لثلاثة محاور رئيسية هي، إدارة الإنتاج،  وتمثل الكفاءات التي تدير المراكز والجهات الداعمة والراعية له، وهي الجهة الكفيلة بوضع خطط الإنتاج،  وتحديد الحقائب التدريبية، ورفع التقارير السوقية والإنتاجية. وحددت الدراسة عدداً من المعايير الخاصة بالإدارة الإنتاجية. أما المحور الثاني والذي اختلفت حوله التعاريف والمصطلحات آليات التشغيل. ويعد التسويق المحور التقييمي الثالث أحد أهم عوامل تقييم المنتجات والمراكز الإنتاجية والصناعات بشكلٍ عام، كما يعد قياس العرض والطلب أحد أولى مؤشرات قياس قابلية المنتج للتسويق. وتوصلت الدراسة إلى أن معظم مراكز الإنتاج تحتاج إلى جهات استشارية إدارية داعمة تعمل على تحويل مسار عمل تلك المراكز من الرعوية إلى الاستثمارية، وإعادة هيكلة المراكز على أسس الواقع الاستثماري المنظم، ورسم السياسات والخطط الاستراتيجية والتنفيذية لتك المراكز، حتى تصبح مراكز إنتاجية بإدارات مستقلة وبميزانية محددة، وبخطط تهدف إلى الربح. وطالبت الدراسة بإعادة النظر في أهداف تلك المراكز وربطها بالمخرجات الإنتاجية، وتدريب الإدارات الموجودة والكوادر على إدارة المشاريع الصغيرة مع المتابعة والتقييم المستمر.