قطع ثلاثة مشجعين برتغاليين 20 ألف كيلومتر في شاحنة لمؤازرة منتخب بلادهم في كأس العالم لكرة القدم في مغامرة عبروا خلالها 13 دولة.. فواجهوا مسلحين في السودان ورسموا الابتسامة على وجوه أطفال فقراء في موزمبيق وإثيوبيا وتبادلوا قمصان لعب نجمهم كريستيانو رونالدو مع حراس على الحدود مع جنوب إفريقيا.
والتقى المشجعون الثلاثة وهم كارلوس بروم وجورج فرانكو ويواكيم بابتيستا وكلهم رجال أعمال من قبل في نهائيات سابقة، لكنهم قرروا هذه المرة القيام بأكبر مغامرة في حياتهم وأنفقوا 16 ألف يورو (21470 دولاراً) على شاحنة كانت وسيلة انتقالهم ومعيشتهم الوحيدة منذ 25 أبريل الماضي.
بداية رحلتهم كانت رمزية، حيث انطلقوا من برج بيليم في لشبونة الذي شهد في الماضي انطلاق رحلات أسلافهم في القرن الـ15، لإكتشاف العالم الجديد، من بينها سواحل جنوب إفريقيا. ومثل أجدادهم واجه جيل القرن الـ21 أيضا عدداً من التحديات. وقال فرانكو البالغ من العمر 38 عاماً "أكبر خطر واجهناه كان في السودان خلال إحدى الليالي حينما مرت بجوارنا شاحنة تقل عدداً من الرجال المدججين بالسلاح وكانوا كلهم يحدقون في وجوهنا."
وأضاف "وبعد عدة كيلومترات اعترضوا طريقنا وأبلغونا أنهم رجال شرطة متخفين في زي مدني، لكن الشك ساورنا وبدأنا في التحدث معهم عن كرة القدم وأبلغناهم بما نعتزم القيام به وفجأة مضى كل شيء على ما يرام".
وقرر الرجال الثلاثة عدم القيادة ليلاً بعد هذه الحادثة، لكنهم واجهوا مشاكل أخرى على الحدود مع جنوب إفريقيا عندما رفض حراس السماح لهم بالعبور.
وقال فرانكو ضاحكاً "أرادوا إيقافنا لكن لا يوجد أفضل من قمصان كريستيانو رونالدو لتحل مثل هذه المشاكل البيروقراطية".
ولم تخل الرحلة أيضاً من بعض اللحظات العاطفية المؤثرة.وعن ذلك قال فرانكو "أفضل تلك اللحظات عندما كنا في نامبيولا بموزمبيق، حيث قدمنا بعض الكرات والملابس ولعب الأطفال والأقلام إلى السكان، وأيضاً في إثيوبيا عندما شاهدنا الابتسامة ترتسم على وجوه أطفال، قدمنا لهم بعض الكرات". وعند وصولهم إلى ماجليسبرج وهي بلدة صغيرة تبعد نحو ساعة عن جوهانسبرج حيث يقيم المنتخب البرتغالي، حصل الرجال الثلاثة على استقبال الملوك ووضعوا سيارتهم أمام الفندق الذي ينزل فيه اللاعبون وأصبحوا نقطة جذب مهمة.
وقال فرانكو "قدم الناس الطعام إلينا ودعونا لدخول منازلهم".
وتلقى المشجعون الثلاثة رسالة مساندة من مدرب البرتغال كارلوس كيروش، ويتوقع أن يلتقوا مع اللاعبين في بورت إليزابيث.