الخطوط السعودية كانت في فم مدفع النقد فترة طويلة، ومنذ نحو شهر تقريبا هدأ الرمي كما يقال، ولا أدري هل هذا الهدوء يعني أن الخدمات تحسنت أم أن الناس ملوا من النقد الذي لا عائد من ورائه، الأرجح عندي أن هناك من بدأ يتفهم واقع الخطوط السعودية مثلما فعل الأستاذ الكاتب المتميز عيسى الحليان في صحيفة عكاظ عندما أوجز واقعها في الداخل بأن على الحكومة أن تدعمها بما يعوض خسائرها أو تحررها من تحديد أسعار تذاكرها، فهي حتى الآن ليست حكومية بالكامل ولا شركة تجارية بالكامل، وهذا واقع أتصور أن على الخطوط أن تشرحه للناس بوضوح عبر مختلف وسائل الإعلام حتى يعرف الجميع الجذر المسبب لما يعانون منه معها، ومع أنني أتفق مع هذا الطرح ومقتنع به إلا أن هذا لا يعفي الخطوط من بعض الملاحظات في حدود إمكانياتها الحالية.

منذ أكثر من شهر وبالتحديد في العاشر من يناير الماضي حضرت احتفال الخطوط بانضمامها إلى تحالف (سكاي تيم) وحسب ما فهمت فإن ذلك يعد خطوة إيجابية متقدمة ستخدم الخطوط السعودية في خدماتها الدولية، وسينعكس ذلك على خدماتها الداخلية لأن انضمامها هذا سيخفف عنها بعض الأعباء الدولية دون خسائر تذكر بل العكس هو الصحيح، ولهذا سيتيح لها فرصة التحسين والتطويرالداخلي، وقد أبلغني أحد كبار مسؤوليها بعد الحفل، ونحن نتحدث عن المشاكل الداخلية للخطوط، أبلغني وكأنه يبشرني أنه من شهر أغسطس القادم ستكون هناك رحلة كل ساعة من جدة إلى الرياض والعكس بواقع عشرين رحلة يوميا، كما ستكون هناك أيضا رحلة كل ساعتين بين جدة والدمام والعكس بعد ذلك بشهر مع برمجة جديدة لباقي المحطات الداخلية وفق الكثافة، ولأنني ممن يستخدمون هذين الخطين كثيرا، وأحيانا بصورة مفاجئة مستعجلة فإنني أعرف حجم المشكلة التي سيحلها هذا الإجراء الذي بشر به المسؤول وأرجو من الخطوط أن تعلنه ضمن برنامجها القادم لتحسين خدمات النقل الداخلي.

إن من أبرز الملاحظات على خدمات السعودية في الداخل صعوبة الحجز لعدم وجود مقاعد على كثير من رحلاتها الداخلية للمحطات المهمة، وما يحدث أحيانا من تغيير الطائرة الذي ينتج عنه إلغاء بعض الحجوزات أو تغيير درجات الركاب دون إشعار مسبق مثلما حدث لرحلة الدمام مساء يوم الأحد الماضي، وتأخير أو إلغاء بعض الرحلات، والضيق الشديد لمقاعد درجة الضيافة على الطائرات التي تم تصميم مقاعدها حديثا وكأن هذه الدرجة صممت للأطفال، وما دمت أشرت للضيق الشديد في المقاعد فإنه يهون أمام الضيق والتبرم الذي يبديه بعض موظفيها على الكاونترات والتكشيرة التي يقابلون بها عملاء السعودية مع أن الابتسامة لا تحتاج إلى إمكانيات سوى قدر من التدريب والتهذيب، ولك أن تتصور كيف يكون حال الراكب عندما يلغى حجزه أو تخفض درجته بسبب أخطاء أو ظروف الخطوط التي لاذنب للراكب فيها، وفوق ذلك يقابله الموظف بجفاف وعنجهية و...(هذا اللي عندي وأعلى مافي خيلك اركبه).