يختتم غدا المعرض الفني "صباح الخير سعودية، "Bonjour L'Arabie Saoudiet" والذي يجمع 14 فرنسيا من صالون الخريف الفرنسي و17 فنانا سعوديا في قاعة حوار للفنون الجميلة بالطابق 52 ببرج المملكة، وذلك بدعوة ورعاية وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة العلاقات الثقافية الدولية.

وأوضح نائب رئيس صالون الخريف الفرنسي الناقد المصري عبدالرزاق عكاشة أن "اللوحات التشكيلية ليست ثكنات عسكرية، ولا وردية حماية أو سلاح أو مساحة للنزوات، إنما هي وسيلة دافئة تحمل بداخلها المشاعر والأحاسيس، والدهشة، واللعب والجدية، والصدق، والمغامرة، والحلم والأمل. فالعمل الفني بسيط، يعمل بقلب نقي مفتوح للجميع، مؤكدا على حتمية رسم مخطط ذكي وواع للدفاع عن هويتنا الشرقية والعربية.

وقال عكاشة "إن الفنان عبدالله الشيخ قدم لوحة مهمة تجمع الرمز والتجريد، حيث وضع الطائر الأبيض المحلق في فضاء تجريد اللوحة وجماليات البناء، وتأكيدا على أهمية الشيخ كمصور مميز يتحول اللون عنده إلى لغة بصرية ممزوجة بثقافة ووعي وحس موسيقي عال".

ووصف عكاشة الفنان زمان جاسم بأنه "يرسم ثم يحذف ويمحو ويضيف لنصل إلى خربشات السطح وأغنيات بصوت عال على رسم موسيقي هادئ، فبين المحو والقشط أو الحذف نجده يترك عناصر الفلكلور والبيئة التي تؤكد على كونه مصورا واعيا لديه معارف تصويرية وخبرات بصرية مهمة وشاعرية رائعة.

أما محمد العبلان فيراه عكاشة بأنه "أغنية تخرج من قلب الفنان إلى قلب وبصرية المتلقي"، مضيفا أن عمله به حس تصويري يطرح وعي الفنان بضبط عقارب لونه على ساعة الإبداع فأعماله أغنية في نغمات من عطر مرسوم برائحة وعقل الفنان ونبض قلبه السخي.

وأكد عكاشة أن المشاركات السعودية تتنوع بين رجال ونساء حيث تتجمل القاعة بلوحات نجلاء السليم في بعض الأوقات، وأنه لابد من استحضار ما نملكه من الخبرات التي قد تغيب عن العمل المميز فوجود هذا الوجه في أسفل اللوحة كان يمكن أن يؤثر على جماليات العمل وكان يمكن الاستفادة منه أكثر لأنه يتناقض مع حالة التجريد المميزة واللون الرائع المدروس والعميق.

ويرجع عكاشة الفضل في تعريف فناني المملكة بفناني فرنسا للفنانة هدى العمر، واصفاً ما فعلته بأنه إنجاز حقيقي ومبادرة جسدت الإرادة والرغبة في نقل صورة مشرفة عن بلدها، فكانت واعية وحاضرة الذهن، وقدمت عملا جيدا له حضور باللون.

واعتبر عكاشة أن الفنان أحمد الخزمري قدم عملا مختصر لونيا لكنه عميق في رسالته وأدائه، يجمع الدهشة والحس والغناء والموسيقى، بينما عبدالرحمن السليمان اختصر اللقطة التصويرية جدا واختزلها كمنجز بصري راق وبسيط ورمزي لكن له سحر البساطة وطعم الجدران.

ووصف عكاشة عمل طه الصبان المدعّم باللون والكولاج بأنه راق ومميز لكنه أقل نسبيا عن عمله في البينالي.

أما مهدي الجريبي فيؤكد عكاشة أن عمله منجز بصري مهم وراق وحساس، واصفاً إياه بأنه رسام واع يرصد خربشات السطح ويصنع جماليات من لون رمادي وبني نادرا ما يلجأ إليها الفنانين.

وواصل عكاشة حديثه عن الفنانين مؤكدا أن ناصر الموسى حول الحرف إلى أغنية بصرية ونشيد ملحمي وخربشات على جدران أو جسد الكتابة. وتابع عكاشة "أما عبدالرحمن العجلان فيملك مفردات جيدة باتخاذه موضوع القمر فيه البناء والتكوين لوضع ثلاثية الهلال والقمر في عمله، إلا أنه باحتياج لدراسة أعمق في دائرة اللون والضوء والظل لينقل فكره الغني بالتعبير إلى درجة عالية الأداء.

وأكد عكاشة في حديثه أن انتماء بعض الأعمال بالأسلوب الواقعي أو الأكاديمي كعمل التشكيلية هلا بنت خالد فهو عمل قوي وطرح جريء، وبه نسب تشريحية تذكرنا بالحركة الرومنطقية ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، فاللون عندها له حضوره.

أما هشام بنجابي فيرى عكاشة أنه يحتاج إلى ممارسة أعمق في النسب التشريحية والدائرة اللونية، مضيفاً أن هناك أعمالا قليلة لم تترك أثرا كبيرا في نفس المتلقي الفرنسي، لكن كان لها حضورها الجيد بالمعرض كالعمل السريالي الرمزي لضياء عزيز ضياء، وكذلك كان لمشاركة شريفة السديري وسلوى الحقيل حضور مميز.

وعن أعمال الفنانين الفرنسيين قال عكاشة "من عباءة وجلباب بونار، جاءت مونيك بروني بلوحة مميزة ومهمة رفعت أسهم المعرض، إضافة لحضور هذه السيدة التي تقارب الـ90 عاما إلى الرياض وسفرها رغم ارتعاشة يدها التي تخلق من رعشتها نشيدا وعزفا لونيا، وتخلق مساحة لونية رائعة في عملها، فالاختصار والرمز والتجريد وحتى الأشخاص مرسومون بحرفية الرسام المبصر الواعي، ففي كل مكان تترك مونيك أثرا مميزا للبحاثة والفنانين، وذلك بالإصرار على الحياة والإبداع والإمساك بأمل لا يختصر في عمل فني فقط إنما في حياة إبداعيه كبرى، الفنانة لبيكير" اعتمدت على طريقة فطرية طفولية من عباءة دبفيه الفنان الفرنسي الكبير في الحقيقة كانت بعيدة عن فكرة المعرض، فردياي قدم عملا تجريديا مميزا، وجاينا ميللنيو البرازيلية قدمت رموزا تجريدية وحسية وتقابلات هندسية واعية".

أشرف على المعرض الفنانة هدى العمر وشارك فيه أحمد الخزمري، شريفة السديري، زمان جاسم، هلا بنت خالد، سلوى الحقيل، نجلاء محمد السليم، هدى العمر، ضياء عزيز ضياء، طه صبان، عبدالرحمن العجلان، عبدالله الشيخ، عبدالرحمن السليمان، هشام بنجابي، محمد العبلان، مهدي الجريبي، فهد الربيق، ناصر الموسى، ومن فرنسا هناك مونيك باروني، أيفرو، وأيشار بير، ولوبيكير، وبتروف، وفيرداى، وميللينيو جاينا، وعبدالرازق عكاشة، وعبد الفتاح حسن، وسافات، كشلين، وإبراهيم أندريه، بوولدي.

يذكر أن صالون الخريف مند بداية إنشائه عام 1903 اعتمد على أن يكون مرآة للإبداع الأوروبي في الفنون والآداب.