ما زالت زيارة المريض من الواجبات الاجتماعية التي يحرص عليها الجميع، لما لها من دور في التخفيف عن المريض ورفع معنوياته وقدرته على تحدي المرض، إلا أنها في الوقت الحالي تأخذ منحى مختلفا عن هدفها الأساسي، فأصبحت مجلسا للاجتماعات، وديوانيات للضيوف.

الموضوع أثار اهتمام وزارة الصحة والتي أجرت استطلاعا على موقعها الإلكتروني، حيث قامت الإدارة العامة لعلاقات المرضى بدراسة مواعيد زيارات المستشفيات لمعرفة المواعيد الأكثر ملاءمة للزوار، مع الأخذ بالاعتبار حالة المريض أولاً، وذلك حتى يتم تعميم مواعيد الزيارة على المستشفيات.

وكشفت نتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 1120 شخصا أن 29.73% يفضلون الزيارة من الساعة 4 عصرا وحتى 8 مساء، في حين فضل 26.16% من المصوتين الزيارة من الساعة 5 مساء وحتى 9 مساء، إلا أن 15.27% فضلوا تقسيم الزيارة إلى فترتين الأولى من الساعة 4 عصرا وحتى 6 مساء والثانية من الساعة 8 مساء وحتى الساعة 10. كما أيدهم 12.41 % من المصوتين في تقسيم فترات الزيارة إلى فترتين إلا أنهم أيدوا أن تكون ساعات الزيارة من الساعة 5 مساء وحتى السابعة، ثم من الساعة 9 مساء وحتى 11، فيما فضل 11.07% من المصوتين بتحديد ساعات الزيارة لتكون من الساعة 3 عصرا وحتى 7 مساء على فترة واحده فقط، إلا أن 5.36% أيدوا أن تكون من الساعة 8 مساء وحتى 11 مساء.

مواطنون كشفوا لـ"الوطن" استياءهم من كثرة زيارة أقربائهم لهم، والتي تستمر لساعات طويلة تؤثرعلى المريض وعلى برنامجه العلاجي خاصة في المستشفيات التي لا تحدد أوقاتا للزيارة أو كما تعرف بـ"الزيارة المفتوحة" حيث كشفت منيرة عبدالله (ربة منزل) أن طبيعة الزيارات في عائلتهم تكون متواصلة يوميا، حيث يقوم نفس الأشخاص بزيارة المريض يوميا طوال فترة تنويمه في المستشفى وقضاء عدة ساعات في الزيارة لتتحول الغرفة بعدها إلى مجلس نسائي يستعرض آخر وصفات الطبخ وصيحات الموضة، مبتعدين عن الهدف الأساسي من الزيارة، وهو التخفيف عن المريض، وتوفير الراحة له.

وطالبت منيرة بضرورة تحديد أوقات زيارة لاتتعدى 4 ساعات يوميا في جميع المستشفيات، وإعطاء تصريح زيارة مفتوحة لأشخاص معينين، وفي مقدمتهم الوالدان والزوج والأبناء.

أما عبدالرحمن محمد فيؤكد أنه بعد خضوعه لعملية جراحية، وبقائه بضعة أيام في المستشفى لم تتمكن زوجته وبناته من الجلوس معه سوى بضع دقائق، وذلك لكثرة الزوار من الرجال، مما جعله يقسم أوقات الزيارة إلى فترتين، وإخبار زملائه بها حتى تكون الفتره الأولى لعائلته، والثانية يستقبل فيها باقي الزوار.

وتبين خلود الفهد (معلمة) أنه في الوقت الحالي يستلزم وجود مرافق دائم مع المريض، حتى لو كانت حالته المرضية لاتستدعي ذلك، خاصة أن أغلب المستشفيات الخاصة تكون أوقات الزيارة فيها طوال اليوم، مما يتوجب وجود مرافق دائم مع المريض حتى يتولى عملية ضيافة الزوار.