يقولون: الاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتراف بالجهل أيضاً فضيلة، لأن الإنسان الذي يدعي معرفة كل شيء هو إنسان جاهل لأنه لا يعرف على الأقل أنه لا يعرف الكثير من الأمور في هذا العالم، وبناء عليه أعلنها صراحة أنني لم أسمع قط ببلد اسمه ليسوتو إلا عندما لعب مع المنتخب الأخضر السعودي للشباب في إطار التحضيرات لنهائيات كأس العالم هذا العام، فهل هناك من يعرف بعض المعلومات عن هذا البلد؟ وهل هناك من يقنعنا لماذا تم اختياره للعب أمام منتخب الشباب وما هي الأهداف التي يمكن أن تتحقق من لقاء كهذا؟
تابعت المباراة من أولها إلى آخرها وبالرغم من تقدم المنتخب الليسوتي إلا أنه كان من الواضح جداً أن المنتخب السعودي سيفوز حتى ولو لعب على الواقف، ولكن فعلاً فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تقام مباريات ودية استعدادية مع فرق أقل مستوى بكثير من فرقنا؟...
أجواء المباراة كلها كانت بمستوى متدنٍ، فالحضور الجماهيري للاطمئنان عن منتخب سيمثل المملكة في نهائيات على مستوى العالم كان غائباً بالمطلق، ومنظر المدرجات وهي فارغة يدعو للأسى، ولا حركة الكادر الفني والإداري كانت توحي بأهمية المباراة على طريق كأس العالم للشباب، ولا حتى المعلقين على المباراة وجدوا العبارات المناسبة للتعليق، فجاءت بمجملها باردة أكملناها لضرورة متابعة المنتخب الشاب، ولولا ذلك لم تكن تستحق الوقوف عندها!... والأغرب من كل ذلك حركة اللاعبين في الملعب الذين بدوا وكأنهم يلعبون في الحلم دون دافع أو إصرار على تقديم المستوى المطلوب!...
يا جماعة... مثل هذه المباريات برأيي تضر ولا تنفع على الإطلاق، ولابد من إحضار منتخبات بمستوانا أو أفضل لنقول إننا نحضّر بشكل جيد، لأن المنتخب السعودي للشباب يحتاج أساساً لجرعات تدريبية مكثفة لكي يستطيع مواجهة منتخبات قوية في النهائيات، فنأتي نحن ونلعب مع فرق تستفيد هي على حسابه ولا تشكل له أي إضافة تذكر....وأعتقد أن تأخر البت في مسيرة تطوير الكرة السعودية بالمراحل العمرية المختلفة سيؤدي حتماً إلى ضياع ما تبقى من عناصر نجاحها، ليصبح البحث بعد ذلك عن قفزات نوعية ضرباً من المستحيل، وأعتقد أن البرود البعيد تماماً عن مفهوم الهدوء والرصانة هو الذي سيصم هذه المرحلة وسيؤدي بها إلى الشلل إن لم نجر عمليات الإسعاف مباشرة قبل دخول كرتنا إلى غرفة الإنعاش لا سمح الله.