كشفت دراسة حديثة أن 60% من الشباب السعوديين يعتبرون النشاطات والفعاليات السياحية المقامة في مناطق المملكة "ليست كافية"، أو أنها "كافية بدرجة قليلة"، وبينت أن نسبة كبيرة من الشباب القاطنين في المناطق الحدودية يرون أن تلك الفعاليات "ليست كافية" بسبب توجه شباب تلك المناطق لقضاء إجازاتهم خارج المملكة معظم الأوقات، بما في ذلك إجازات نهاية الأسبوع، في الوقت الذي فضل فيه 30% من السعوديات قضاء إجازاتهن السنوية وعطلة الأعياد "خارج المملكة" للتمتع بالحرية في الحركة والتسوق بأقل قدر من الصعوبات والمضايقات.

جاء ذلك ضمن دراسة أعدها مركز "أسبار للدراسات والبحوث والإعلام" بتكليف من الهيئة العامة للسياحة والآثار حملت عنوان "مدى تلبية الفعاليات السياحية لمتطلبات الشباب" شملت 1832 شابا وشابة من مختلف مناطق المملكة للفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة.

ولاحظت الدراسة ارتفاع نسب الراغبين في قضاء الإجازات خارج المملكة خلال الإجازات السنوية والأعياد، وخصوصاً من قبل سكان المناطق الحدودية، وجاءت النسب على النحو التالي، المنطقة الشرقية بنسبة 46.2%، فيما جاءت الجوف في المرتبة الثانية بنسبة 35%، بينما كانت نسبة سكان مدينة تبوك 25.5%، في الوقت الذي كانت نسبة سكان الحدود الشمالية الراغبين في السفر للخارج 25%.

وأوضحت الدراسة أن 58.3% من المبحوثين يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع "داخل المناطق" التي يقيمون فيها، في المقابل يفضل 28.2% منهم قضاء تلك الإجازة "خارج المناطق" التي يقيمون فيها، بينما لم تتجاوز نسبة الراغبين في قضاء إجازة نهاية الأسبوع خارج المملكة إلا 13.5%، وبينت الدراسة أن معظمهم من سكان المناطق الحدودية والمجاورة لدول أخرى كالبحرين والكويت والإمارات والأردن.


كفاية الفعاليات السياحية

أما من حيث كفاية النشاطات والفعاليات السياحية بالنسبة للشباب، فقد كشفت الدراسة عن أن 60% من الشباب يعتقدون أن الفعاليات والنشاطات السياحية المتاحة في مناطقهم "ليست كافية"، ورأى 61.9% من الجامعيين و55.2% من الذين أكملوا التعليم الثانوي المشاركين في الدراسة أن الفعاليات والنشاطات السياحية المقامة في مناطق المملكة إما تلبي متطلباتهم "بدرجة قليلة" أو "لا تلبيها". وتمحورت الفعاليات التي لاقت على استحسان الشباب في مهرجانات التسوق بنسبة 50.5%، بينما كانت نسبة الألعاب النارية وعروض الليزر 44%، في الوقت الذي كانت نسبة الفعاليات المنوعة 43.7% والرياضية بنسبة 41.5%، فيما كان الرضا عن الفعاليات العلمية بنسبة 40.2%. وأبرزت الدراسة تضاربا في الأهمية القصوى لدى الشباب من الفعاليات تمثلت بين مكان إقامة الفعاليات السياحية وبين توقيتها، فالفريق الأول والذي تشكل نسبتهم 50.2% رؤوا أن قرب مكان إقامة الفعالية من أماكن إقامتهم "أهمية كبيرة" في تشجيعهم على الحضور، بينما رأى الفريق الآخر المتشكلة نسبتهم 75.8% أن "الوقت المناسب" التي تقام فيه الفعاليات أكثر أهمية من "المكان"، وهو أمر مشجع على الحضور بحسب تعبيرهم.

ووصف مجموعة من المبحوثين في الدراسة الفعاليات السياحية بأنها "مملة وغير مسلية" ضمن جملة من العوامل التي شجعتهم على عدم الحضور، واشتكى العزاب من تخصيص حضور مجمل الفعاليات على العائلات، بينما حمل رأي الإناث النقيض لذلك، مؤكدات أنهن يتعرضن للمضايقات من الذكور، مما حدا إلى عدم الحضور للفعاليات السياحية، واعتقد 53.2% من المبحوثين بأن الفصل بين الجنسين في الفعاليات أمر مساعد على تشجيعهم على الحضور.

واقترح الشباب المشاركون في الدراسة إقامة فعاليات ونشاطات في مختلف مناطق المملكة تمثلت بـ"العروض وركوب الدراجات النارية، عروض وسباقات السيارات، والرالي، والتفحيط، والنشاطات الرياضية، والرحلات والمخيمات البرية"، بينما اقترحوا الإناث إقامة "مهرجانات التسوق والمسابقات، والندوات والمحاضرات الدينية، والمسرحيات والأفلام، وعروض السيرك، والعروض البهلوانية"، بالإضافة إلى الفعاليات المرتبطة بالمسابقات الشعرية والثقافية والأدبية، وعمل دورات تدريبية لتنمية مهارات المرأة.


معوقات قيام الفعاليات السياحية

ولخص المسؤولون عن الإدارات السياحية التابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار بمناطق المملكة المعوقات والعراقيل التنظيمية والإدارية التي تعترض قيام الفعاليات والنشاطات السياحية، وشددوا على أن من أهمها تداخل وتقاطع صلاحيات الجهات التي توافق على قيام وتنظيم الفعاليات السياحية، وعدم وجود حدود واضحة بين الممنوع والمسموح، وتعدد الجهات المراقبة للمواقع التي يرتادها الشباب، وغياب "الثقافة السياحية" لدى أفراد المجتمع، وأن بعض الفعاليات والنشاطات الموجهة للشباب تحتاج لموافقات من جهات رسمية قد تطول إجراءات الحصول عليها.