يبدو أن المشهد الفضائي العربي سيظل حافلا بمشاهد تداعيات ثورتي تونس ومصر فترة من الزمن على الصعيدين الداخلي والخارجي.. فما يحدث حاليا من صدامات وعنف ومنع لبعض المواقع الإلكترونية في أكثر من دولة عربية هو جزء من تلك التداعيات.
من جهة أخرى لا يمكن لأي شخص إلا أن يتحدث عن حق الشعوب في أن تصنع تاريخها ومستقبلها بأيدي أبنائها، لكن غير المنطقي أن تكثر مشاهد المعارضين وأشباه المعارضين ممن لم يفعلوا شيئا سوى التنظير بعد اشتعال الشرارة ويريدون الصعود على حساب من ضحى وصنع ثورة.
كثيرة هي الحالات التي تنبه لها الجمهور وهو يتابع الفضائيات ـ خاصة الإخبارية منها ـ ويمكن أن تكتب. ولنأخذ حالة الفنان المصري تامر حسني، وهو يذهب للمشاركة في ثورة الشباب في ميدان التحرير بعد أن أيقن أن النظام قد تهاوى، لكن موقفه السابق المؤيد للنظام جعل الشباب يخرجونه من الميدان بصورة مهينة.. وهناك الكثير من الفنانين والإعلاميين وغيرهم ممن لم يقدروا حسابات الربح والخسارة، فكانت مواقفهم سلبية تجاه الشباب في البداية، وحاولوا بعد انتصار الثورة التقرب منهم، لكن الشعوب لا تنسى.. وربما لا تسامح في بعض الحالات.
عدم القراءة السليمة لتطور الأحداث تقابله قراءة صحيحة لها من بعض الشخصيات الأخرى، مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي استطاع بحكم خبرته أن يكسب الشارع المصري، فوجه خطبه النارية بداية الثورة باتجاه الدعوة للتغيير. وبالإضافة إلى استقرائه لما سيحدث وإدراكه المسبق لهوية المنتصر، فإنه كان إمام وخطيب الجمعة أول من أمس في ميدان التحرير.
ويبقى السؤال: مع تقديرنا للشيخ القرضاوي، ما حجم الفوضى الإدارية والتنظيمية حاليا في مصر، بحيث يعلن مفتي قطر ـ وإن كان مصري الأصل ـ أنه سيخطب الجمعة وسط القاهرة، ثم يفعل ذلك كما شاهدنا على الفضائيات؟.