قدر تقرير صادر عن الأمم المتحدة حجم الخسائر التي تسببها ظاهرة التصحر على مستوى العالم بحوالي 42 مليار دولار سنويا. وحذر التقرير الذي وزع نسخة منه في القاهرة أمس – بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر - من خطورة اتساع نطاق هذه الظاهرة في العالم ليشمل حوالي 110 دول ما يهدد الإنتاج الغذائي لخمس سكان العالم. وأشار إلى أن العالم يفقد سنويا حوالي 24 مليار طن من التربة السطحية وأن حوالي 70% من إجمالي مساحة الأراضي الجافة المستخدمة في الزراعة في العالم تضررت بدرجات متفاوتة من جراء عمليات التصحر. وأكد التقرير أنه عادة ما يبدأ التصحر بتدهور الغطاء النباتي ثم بتعرية سطح التربة لتصبح الأرض جرداء لا تمسك ماء ولا تنتج نباتا. وكان مؤتمر الأمم المتحدة عام 1977 قد عرف التصحر "بأنه تدهور قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض مما يؤدي في النهاية إلى خلق أوضاع صحراوي" وبالتالي فالتصحر يدل على امتداد الصحراء لتشمل مناطق لم تكن أصلا صحراوية. ومن ناحية أخرى اعتبرت منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة "فاو" أن التصحر مرض الأرض الأشد خطورة وأفادت أن الفقر والتزايد السكاني السريع من بين الأسباب الرئيسية لظاهرة التصحر التي باتت تشكل خطرا كبيرا على الإنتاج الزراعي والحيواني.

وشددت الفاو على أن التصحر يلحق ضررا كبيرا بالغطاء النباتي للأراضي المزروعة والمراعي والغابات ويترك تأثيرات سلبية في التنوع الحيوي وخصوبة الأراضي ودورة المياه والمحاصيل والإنتاج الحيواني واشار إلى أن ثلثي الفقراء يعيشون في أراض جافة ويعيش حوالي نصفهم في أسر معيشية في المزارع حيث يهدد التدهور البيئي بالخطر الإنتاج الزراعي الذي تعتمد عليه معيشتهم.