كانت نغمات رسائل الجوال تأتي متلاحقة لتقول "لا تفوت الفرصة.. الامتحانات كل عام.. لكن كأس العالم كل 4 أعوام!!!".
هي رسالة تحريضية في إطار من الكوميديا السوداء، لكنها جاءت مخاطبة طلاب الجامعات الذين هم الأسوأ حظاً هذه الأيام لتزامن امتحاناتهم النهائية مع فعاليات مونديال كأس العالم، حيث تتنازعهم رغبتان متضاربتان بين مواكبة التظاهرة التي تأتي مرة كل أربعة أعوام، وبين التحضير اللازم للاختبارات وهو الأهم.
وليس بعيداً عن طلاب الجامعات، يبدو الحال مماثلاً على مستوى طلاب الثانويات والمتوسطات والابتدائيات الذين داهمهم توقيت الاختبارات مع انقضاء الأسبوع الأول للمونديال.
ويقول يحيى معيض الطالب في جامعة الملك خالد "قسم شبكات الحاسب الآلي" "تابعت مباراة الأرجنتين ونيجيريا وجزءا من مباراة إنجلتر والولايات المتحدة الأمريكية، ولا أعتقد أن هذه المتابعة ستؤثر على تحصيلي، فأنا أحاول قدر الإمكان أن أجعل زمن الراحة خلال الاختبارات متوافقاً مع توقيت المباريات".
ويتابع "هناك شغف كبير لمتابعة مباريات كأس العالم، لكن المشكلة هي توقيتها مع الاختبارات".
ويتفق ماجد معيض الطالب بجامعة الملك خالد "قسم الهندسة" مع شقيقه، مضيفاً أنه مع كأس العالم والاختبارات لا مجال "للتنفس"، فالوقت مليء، كمذاكرة، و3 مباريات، ومتابعات لما خلف الحدث. ويتابع "كنت أحافظ على أداء تمارين شبه يومية للمحافظة على لياقتي، ولكن مع الاختبارات والمونديال يصعب فعل أي شيء".
في حين، يؤكد عبدالعزيز العضاضي أنه لم يعد قادراً على ضبط إدارته لوقته، وأن لهفة مشاهدة المباريات لم تدع له أي فرص لنيل راحة، بيد أنه يشدد على أنه مدرك لأهمية ألا ينشغل بالمباريات غير الهامة، مؤكداً أن الأهم لديه ولدى كثيرين أن تكون محصلة نهاية العام جيدة.
في المقابل، أوضح عبدالله شامي الطالب بالسنة الرابعة الابتدائية أنه يستمتع بمشاهدة المباريات ويكثف مجهوداته لمذاكرة أغلب المواد للأسبوع المقبل حتى يتسنى له على الأقل متابعة المباريات الهامة، إلا أنه يتخوف من الشدة المفرطة التي يفرضها عليه شقيقه أحمد ليلزمه بدراسته. من جهته، لفت المعلم بمدارس أبها الأهلية محمد علي المازني أن التوقيت الخاص بمباريات المونديال غير مناسب، مضيفاً "كيف يستعد الطلاب للامتحانات ويؤدونها الأسبوعين المقبلين وهم منغمسون في مشاهدة 3 مباريات، تبدأ الأولى 2,30 وتنتهي الأخيرة قرابة الـ12 مساء ؟!"، مؤكداً صعوبة مهمة أولياء الأمور في منع أبنائهم من المتابعة في ظل الشغف الذي يحظى به المونديال والهالة الإعلامية الواسعة.
ويقترح المرشد الطلابي بمدرسة سعيد جار الله أن يتابع الآباء أبناءهم في المذاكرة ويمنحوا فرصة مشاهدة مباراة كل يوم كأقل الأضرار، نظراً لصعوبة منعهم البتة.
ويضيف "التوقيت غير مناسب إطلاقاً بالنسبة إلى الطلاب، والطلاب متضجرون، وكانوا يتمنون لو قدم موعد الاختبارات عن انطلاقة كأس العالم، حتى تشغل مبارياتها أوقاتهم خلال الإجازة".