في الوقت الذي خرج فيه كثيرون ينتقدون كرة كأس العالم الجديدة "جابولاني" أشاد الجميع بروعة الملاعب العشرة التي تستضيف مباريات مونديال جنوب إفريقيا، والتي أثارت أعجاب كل من شاهدها من لاعبين ومدربين ونقاد لدرجة أنهم اعتقدوا بادئ الأمر أنها نجيلة صناعية وليست طبيعية.
ويقف وراء تحول ملاعب جنوب إفريقيا إلى بساط أخضر حريري يسر الناظرين ويساعد اللاعبين على التحكم في الكرة والسيطرة عليها بسهولة ويسر خبير زراعة أيرلندي نقل نفس نوعية نجيلة إستاد ويمبلي الشهير من لندن إلى أرضية ملاعب جنوب إفريقيا حتى تحظى الساحرة المستديرة بنفس الأرضية الحريرية التي تتمتع بها كرة التنس لعبة الأثرياء والمرفهين.
ولم تجد اللجنة المنظمة لمونديال جنوب إفريقيا أفضل من الخبير الأيرلندي ريتشارد هايدن المشرف على نجيلة إستاد ويمبلي للعناية بأرضية ملاعب جنوب إفريقيا حتى تكون على مستوى الحدث التاريخي الذي يجذب اهتمام مليارات البشر من جميع أنحاء العالم.
وقرر هايدن بعد دراسة فنية مستفيضة اقتلاع نجيلة ملاعب جنوب إفريقيا من نوع "كيكويو" واستبدالها بنجيلة إنجليزية من نوع "إيفرال" التي تغطي أرضية ملعب ويمبلي وعدد كبير من الملاعب الأوروبية الشهيرة.
وذكرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية أن هايدن لقي في بادئ الأمر معارضة من البعض في جنوب إفريقيا بعد أن قرر استبدال "كيكويو" من مرقدها الذي تستقر عليه منذ زمن طويل بنجيلة أجنبية دخيلة لدرجة أن البعض اتهمه بالتآمر على النجيل الإفريقي، لكن المعترضين سرعان ما تراجعوا عن اعتراضهم بعد أن شاهدوا "إيفرال" وهي تحول أرضية ملعب "مبومبيلا" بمدينة نلسبروت أول ملعب تزرع فيه "إيفرال" إلى بساط أخضر حريري.
وأرجع هايدن قراره بالتضحية بـ"كيكويو" رغم أنه نبات استوائي معتاد على العيش في درجات حرارة عالية تصل إلى حد القيظ بأن "كيكويو" يفقد بريق إخضراره ويقترب من اللون الأصفر في الشتاء الذي يتزامن مع يونيو بجنوب إفريقيا بوصفها دولة تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
وينضم ديفر موجال أحد مسؤولي بلدية مدينة نلسبروت إلى المعجبين بالنجيـلة الإنجـليزية إيفرال لمعلب مبومبولا مـؤكـدا أنه لولا هذه النجيلة الحريرية لجرد إستاد مبومبيلا من شرف احتضـان أربعة لقاءات من لقاءات دور المجموعات بالمونديال.
من جانبه أكد هايدن أنه لا يتوقف على التنقل بين الإستادات العشرة التي نالت شرف احتضان مباريات كأس العالم حتى يتأكد من حريرية أرضياتها وتابع: أنه اتفق مع القائمين على هذه الإستادات على توقيت الري وكميات المياه الواجب رشها حتى تكون إيفرال في أوج رقتها وعذوبتها تحت أقدام نجوم كرة القدم العالمية.
يذكر أن ملعب "مبومبيلا" هو الملعب الجديد الذي شيد خصيصا لاستضافة نهائيات كأس العالم.. وقد أضاف هذا الملعب رونقا خاصا على مدينة نيلسبروت الساحرة وسيترك إرثا كرويا كبيرا لأهل مبومبيلا التي لم تكن تمتلك أي ملعب ذي مواصفات دولية.
وتعني كلمة مبومبيلا بلغة السيسواتي إحدى لهجات جنوب إفريقيا الـ11 "عدد من الناس في مكان ضيق"، وشيد الملعب على شكل مستطيل بيضاوي وهو ما سيوفر زاوية رؤية جيدة لكافة الجماهير.. كما تحول الإستاد إلى تحفة معمارية من نفس بيئة المكان بعد أن أخذت قوائمه شكل زرافة، فيما تم دهان الكراسي بلون الحمار الوحشي (أبيض وأسود).