لم ينسنا هموم الأمة العربية وأوضاعها السياسية المحزنة في اليومين الماضيين، سوى قضية الروماني الهلالي ميريل رادوي، وكيف تحول من ظالم إلى مظلوم خلال 24 ساعة.
لم تكد تصدر العقوبة على رادوي حتى جن جنون الإعلام الهلالي الذي استطاع خلال ساعات التحكم بالقرار، فظهرت لنا لجنة الاستئناف التي سكتت دهرا ثم نطقت كفرا واتخذت أول قرار لها منذا إنشائها بعد زمن من لزمتها المعروفة والتي أرهقتنا (قُبل الاحتجاج شكلا والرفض موضوعا).
كل من يتنفسون من تحت الماء تساءلوا: هل عقوبة لجنتي الانضباط والفنية تهور أم شجاعة ؟ علامات الاستفهام تطايرت هنا وهناك، فهل يعني هذا أن هناك خللا في تفكير هاتين اللجنتين؟ ألا يعلم أعضاؤهما أن المتضرر من قراريهما هو نادي الهلال؟
خلال 24 ساعة فقط أجابت لجنة الاستئناف على التساؤلات وأعادت القرارات إلى جادة الصواب والمنطق الذي تعودنا عليه منذ عقود، وجعلت كل الأعضاء يستغفرون ويعلنون توبتهم سريعا من هذه التصرفات التي تمس بكرامة كل هلالي وخفضت العقوبة، ولو كان الأمر ممكننا لألغت كامل العقوبة.
أما عضو لجنة الانضباط الذي وقف في وجه الهلاليين، فإني له من الناصحين بأن يقدم استقالته قبل أن يصبح من الذين يمشون في الشوارع وهم يكلمون أنفسهم، فما سيتعرض له مستقبلا من الإعلام الهلالي الله عليم به.
ما شاهدته من هذه الأزمة أن الوضع الرياضي لدينا عبارة عن حرب، والحرب خدعة انتصر فيها الصوت الأقوى بغض النظر عن جسامة الخطأ، وخسرنا لجنتي الانضباط والفنية في حين انتقلت لجنة الاستئناف إلى رب كريم بعد ولادة متعسرة.
سؤال أخير وللقراء حرية الرد: كيف كان سيكون الوضع لو قام لاعب من ناد آخر بفعلة رادوي في لاعب هلالي؟