­ يشكل الارتفاع عاملاً رئيساً في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لكن كل منتخب انتهج أسلوباً مختلفاً في التعامل مع البطولة التي انطلقت أمس في جنوب أفريقيا وسط ستة مواقع ترتفع بأكثر من 1100 متر عن مستوى سطح البحر.

واستقر 19 منتخباً بينها ألمانيا والبرازيل والدنمارك في جوهانسبرج وبريتوريا على ارتفاع نحو 1600 متر فوق مستوى سطح البحر فيما استقر المنتخبان الإنجليزي والإسباني على ارتفاع أقل من 1500 متر، وهناك عشرة منتخبات فقط مثل الدنمارك وفرنسا في المناطق الساحلية ذات الارتفاع المنخفض.

ويعتقد مدرب فرنسا رايموند دومينيك ونظيره في المنتخب الدنماركي مورتن اولسن أن اللاعبين يتأقلمون بشكل أسرع وينامون بشكل أفضل ويتدربون بشكل أقسى في الارتفاعات المنخفضة، وسيكون أمامهم مزيد من أوقات الفراغ.

واستعد المنتخبان الفرنسي والدنماركي في معسكرات على ارتفاعات عالية في جبال الألب من أجل المونديال، وكذلك فعل عدد من الفرق بما في ذلك إيطاليا حاملة اللقب، التي عسكرت في سيستريري على ارتفاع 2000 متر فوق مستوى سطح البحر.

ولا يوجد موقع على ارتفاع أعلى من العاصمة البوليفية لاباز، التي تقع على ارتفاع 3600 متر فوق مستوى سطح البحر مما يمنح الفريق البوليفي أفضلية كبرى على باقي منافسيه.

ولكن اولسن تحدث عن أغلبية الفريق مؤكداً أن "الارتفاع سيمثل تحدياً لجميع المنتخبات الأوروبية لأنها غير معتادة عليها", وخاصة هؤلاء الذين لم يتدربوا على ارتفاعات في وقت سابق من الشهر الجاري في جنوب أفريقيا، من أجل التأقلم وهي العملية التي قد تتطلب أسبوعاً من الزمن".

وحصل المنتخب البرازيلي على فرصة قوية حيث وصل إلى جنوب أفريقيا في 26 مايو الماضي، قبل نحو ثلاثة أسابيع على المباراة الأولى للمنتخب.

وقال المهاجم الإنجليزي جيرمين ديفو في وقت سابق "تشعر بالارتفاع عندما تبدأ في الركض لكني واثق من أننا سنعتاد على ذلك عبر التدريبات".

وأضاف "لا أعرف الأثر المترتب على ذلك، ولكني أعتقد يحتاج الأمر إلى وقت أطول بعض الشيء لاستعادة عافيتك، هذا طبيعي، والجميع سيتعرض لذلك بالطبع، كلما زاد الوقت الذي تقضيه هنا تأقلمت بشكل أفضل على الوضع".

وتـؤدي الارتفـاعات العاليـة في البـداية إلى التعـب ولكنها تساعد بعد ذلك الرياضيين على تحمـل المجهود.

وقال طبيب المنتخب الألماني "إنها (الارتفاعات) لديها أثر معروف على زيادة إنتاج خلايا الدم (التي تحمل مزيداً من الأوكسجين)".

وبالنسبة لمدرب ألمانيا يواكيم لوف فإن قوة الاحتمال واللياقة البدنية ستكون العناصر الأساسية للظهور بشكل جيد في البطولة.

وأوضح لوف "اللياقة البدنية تلعب دوراً كبيراً، ربما الدور الأكبر أكثر من ذي قبل، فقط هؤلاء الذين بلغت اللياقة البدنية ذروتها لديهم سيكونون قادرين على شحن بطارياتهم خلال العطلات القصيرة بين المباريات".

وصرح رئيس علم وظائف الأعضاء في المعهد الإنجليزي للرياضة ستيف اينجهام لصحيفة "ذا جارديان" أن الحفاظ على مستوى اللياقة البدنية يتطلب جهدا محفوفاً بالحذر من جانب المدربين.