أغلب الأحاديث عن الأم هي من باب الموعظة التي باتت لا تتجاوز الأسماع.. وتعاطي المراهقين معها هو تفاعل عاطفي لحظي.. في غير دولة في هذا العالم يحتفل الناس بعيد الأم.. وهي مناسبة بالغة الروعة.
يوم أمس بعث لي أحد الأصدقاء قصة خبرية مصورة مؤثرة عن الأم.. تختصر مئات المقالات.. والمواعظ.. والخطب المملة.. والحكايات المكررة عن الأم التي تختزنها الذاكرة الشعبية.. توقفت للحظات أمام الصور التي رافقت الموضوع.. كانت عميقة المعنى والدلالة.. ملخص القصة التي حدثت في القصيم ـ وكثير من المبادرات الإيجابية تأتي من هذه المنطقة الغالية ـ أن أحد رجال الأعمال الشباب أراد بطريقته الخاصة أن يقدم جزءا من التكريم لوالدته.. فجعل حفل أحد مشروعاته تحت رعاية والدته.. وحين وصولها لمقر المشروع قامت بقص شريط الافتتاح الذي تم تزيينه بعدد من الورود!
وكأي مسؤول آخر نشاهده في الاحتفالات الرسمية قامت الأم برفقة أبنائها بجولة في المعرض وشاهدت محتوياته.. والأجمل أن الأم شرّفت في ختام الجولة حفل الشاي الذي تم إعداده على شرفها بحضور عدد من العاملين في المعرض!
اعتدنا أن يشرف هذه الاحتفالات كبار المسؤولين.. لكن إطلاقا لم نتوقع أن تتقدم امرأة طاعنة في السن وتقوم بالدور بمبادرة من أبنائها، الذين قدموا للمجتمع أجمل صور الوفاء والعرفان والبر بالأم.
الخلاصة: ما كان يؤثر في وعي الناس في السابق قد لا يكون مؤثرا اليوم.. يقول علي كرم الله وجهه: (لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ).. ما كان يجد صدى لدينا عندما كنا صغارا قد لا يحظى بذات الاهتمام لدى أبناء هذا الزمن.. لذلك من المناسب جدا تغيير لغة الخطاب المتعلقة بالاهتمام بالأم والبر بها ورعايتها.. ينبغي أن نتجاوز أسطوانة " الأم مدرسة" لأن الزمن تجاوز هذه اللغة!