عندما يلتقي منتخب جنوب أفريقيا نظيره المكسيكي اليوم على استاد "سوكر سيتي" بجوهانسبرج في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا, ستكون نتيجة المباراة مهمة وحاسمة بشكل كبير لكل من الفريقين. ويحتل المنتخب المكسيكي المركز الـ17 في التصنيف العالمي لمنتخبات الفيفا, كما شارك في 13 بطولة سابقة من بطولات كأس العالم، وكانت آخر مرة فشل فيها في عبور الدور الأول للبطولة في مونديال 1978 بالأرجنتين. وقدم المكسيكيون مسيرة رائعة في المباريات الودية التي خاضوها استعداداً للبطولة، فلعبوا 12 مباراة هذا العام، ولم يخسروا سوى مباراتين أمام المنتخبين الإنجليزي والهولندي, وتغلبوا على إيطاليا بطلة العالم 1/2 قبل أيام. ولكن إذا كانت كل هذه العوامل تصب في مصلحة المنتخب المكسيكي، فإن عوامل عدة تقف في صف منتخب جنوب أفريقيا الذي يحتل المركز 83 في التصنيف العالمي، لكنه يحظى بمساندة أكبر عوامل النجاح وهو عنصر التشجيع الجماهيري, حيث ينتظر أن يحظى بتشجيع نحو 90 ألف مشجع على استاد "سوكر سيتي". ويدرك حارس مرمى منتخب جنوب أفريقيا إيتو مولينج كون أن حماس المشجعين سيكون دافعاَ وحافزا قوياً لمنتخب الـ"بافانا بافانا ـ الأولاد" وخاصة أن معظمهم سيطلق أبواق الفوفوزيلا الشهيرة. وقال "مشجعونا لهم طابع خاص وسيلعبون دوراً بارزاً, فهم مخلصون وسيلعبون دورهم, ونحن لا نسعى للتعادل ونريد النقاط الثلاث للمباراة لنبدأ البطولة بشكل جيد، وسنسعى لجعل المباراة صعبة على المنتخب المكسيكي لأنهم لن يجعلوها سهلة علينا". ويخوض منتخب جنوب أفريقيا فعاليات المونديال بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في آخر 12 مباراة خاضها, وعلى الرغم من أن معظم منافسيه في هذه المباريات الودية لم يكونوا من المنتخبات الكبيرة على مستوى العالم، جاء الفوز على كل من كولومبيا والدنمارك ليمنح المنتخب الثقة. وحصل المدير الفني للمنتخب الجنوب أفريقي، البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا على أفضلية جيدة وفرصة رائعة بتدريب معظم لاعبي الفريق لمدة تزيد على ثلاثة شهور متواصلة قبل بداية فعاليات المونديال، وهو يعتمد على عدد كبير من لاعبي الدوري المحلي بجنوب أفريقيا, ويبدو المهاجم كاتليجو مفيلا ولاعبا خط الوسط تيكو موديسي وستيفن بينار هم أبرز نجومه، وقد يستغل بينار نجم إيفرتون الإنجليزي المونديال كفرصة لإظهار موهبته. ويسعى مفيلا إلى التأكيد على أنه المهاجم الأخطر حالياً في صفوف منتخب (بافانا بافانا) حيث سجل ستة أهداف في آخر أربع مباريات خاضها مع الفريق وكان منها هدفه العالمي في مرمى الدنمارك حيث قاد فريقه للفوز على الدنمارك 1/صفر قبل أيام. ويأمل المدير الفني لمنتخب المكسيك، خافيير أجيري في ألا يفتقد لاعب برشلونة الإسباني المدافع رافاييل ماركيز (31 عاماً) السرعة اللازمة في مواجهة هجوم جنوب أفريقيا. ويستطيع أجيري الاعتماد في الهجوم على اللاعب خافيير هيرنانديز الذي سجل سبعة أهداف في 12 مباراة دولية خاضها مع الفريق مما ساهم في تعاقده مع مانشستر يونايتد الإنجليزي حيث سينضم إليه اللاعب بعد مونديال 2010. كما يستطيع أجيري الاعتماد على كارلوس فيلا نجم أرسنال الإنجليزي في خط الهجوم رغم مشاركته في مركز آخر بفريق أرسنال تحت قيادة المدرب الفرنسي آرسين فينجر, ويؤكد تسجيل فيلا تسعة أهداف دولية أنه مهاجم خطير بالفعل. ويسعى منتخبا المكسيك وجنوب أفريقيا إلى تحقيق نتيجة طيبة في المباراة الافتتاحية لأنها ستكون مؤشراً على مسيرتهما، وخاصة أصحاب الأرض، فيما تبقى من البطولة.