لا يخفى على المتابعين أن الدراما السعودية افتقدت للريادة الزمنية منذ نشأتها، فقد سبقتها الدراما الكويتية على المستوى الخليجي، فضلا عن التفوق الزمني والفني العربي ممثلا في الدراما المصرية والسورية.

لكن كل هذه التجارب القريبة "جغرافيا"، والمتفوقة فنيا لم تنعكس على الدراما السعودية، فما أسباب هذه "السلحفائية" التي تتسم بها مسيرة الدراما السعودية؟ وما الذي أعاقها - مع توافر الإمكانات المادية - عن إنتاج أعمال خالدة كتلك الأعمال الكويتية والمصرية والسورية؟ فحتى الآن لا يوجد عمل درامي سعودي واحد يضاهي "درب الزلق" في الكويت مثلا، أو "المال والبنون" و"ليالي الحلمية" و"ألف ليلة وليلة" في مصر، أو حتى "باب الحارة"، و"ليالي الصالحية" في سورية.

وبالنظر للمسلسلات السعودية الأكثر جماهيرية يأتي "طاش ما طاش" كأنموذج لمحاولات الرقي بالدراما السعودية خلال سنوات عرضه الـ17، إلا أنه كرر نفسه وراوح كثيرا مكانه ولم يعد لديه الكثير ليقدمه للمشاهد، سواء على مستوى الأفكار، أو حتى الشخصيات المكرورة، فلم يعد ناصر القصبي قادرا على الخروج من عباءاته الشهيرة في شخصيات "فؤاد"، و"أبوعلي"، و"الرجل الحجازي"، و... و... و...، ولا عبدالله السدحان انتهى من تجسيد شخصية "أبو مساعد"، و"أبو هزار" و"المواطن المغلوب على أمره"، وغيرها من الشخصيات التي حفظها المشاهد، ويضاف إلى ذلك فايز المالكي في شخصية مناحي، ويوسف الجراح في شخصيته الحجازية الوحيدة وإن تعددت أسماؤها، وحسن عسيري الذي سئمنا ـ أيضا ـ من تعدد أسمائه المتقوقعة في شخصيته العسيرية الشهيرة في مسلسله "بيني وبينك".

وأتساءل الآن: هل يدري أحد ما المعوقات المسهمة في هذا التقهقر؟ أو حتى من هم القادرون على الإجابة على هذه التساؤلات المحبطة؟!.