أصر الكثير من المواطنين الذين يسعون لبناء منزل خاص لهم ولأبنائهم من بعدهم للهروب من شبح الإيجارات المرتفعة وعدم الخصوصية على رغبتهم في إكمال بناء وحداتهم السكنية بالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء، مشيرين إلى أن انتظارهم حتى تهدأ الأسعار وتستقر ليس في صالحهم على الإطلاق ، حيث إن التأخير في إتمام تلك المنازل سيعرضهم للكثير والمزيد من الخسائر ، وسيستمرون في دفع إيجارات شققهم أو فيلاتهم إلى ما لا نهاية.
ومن ناحيته أكد المهندس بمكتب نزيه قارة الهندسي بالمدينة المنورة المعتز بالله أكرم أنور أن ارتفاع أسعار الحديد أدى إلى ارتفاع أسعار الخرسانة والطوب وأدوات السباكة والتمديدات الصحية وأسلاك الكهرباء , مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى رفع سعر متر البناء من 360 ريالا وحتى أكثر من 450 ريالا بنسبة قد تصل في بعض الأحيان إلى 50%.
واستغرب المعتز بالله ارتفاع أسعار الطوب والذي أعقب ارتفاع الحديد , مشيرا إلى أن العلاقة بين هذين الارتفاعين غير مبرر.
كما أوضح رئيس بلدية قباء المهندس سعود حكيم أن الارتفاع الحاصل في الأسعار لن يقيد حركة التشييد والتي أصبحت استراتيجية مستمرة لن تتوقف, مشيرا إلى أن جميع البلديات الفرعية بالمدينة تقوم بمراقبة ومتابعة أسعار الحديد في الأسواق. ومن جانبه يقول المواطن محمد عاصم أنه مضطر للبناء رغم الارتفاعات المبالغ فيها بالاسعار لحصوله على قرض من الصندوق العقاري , مؤكدا بأن هذا القرض لن يغطي نصف التكلفة
ويرى سعد الميموني أن التوقف بسبب ارتفاع الأسعار أمر خاطئ مؤكدا بأن الحديد ومواد البناء قد تتباين أسعارها خلال العام وليس هناك داعي للتوقف بسبب هذا التباين ومن ثم التأخر في إيجاد السكن الملك وهو ما يتعين عليه الإستمرار في دفع الإيجار . بينما يقول فهد الحربي إنه لن يتوقف عن بناء الوحدة السكنية والتي بدأ فيها منذ ما يقارب السنة والنصف حتى مع هذا الارتفاع مشيرا إلى أنه يدفع إيجارا سنويا لشقته الحالية يصل إلى 35 ألف ريال منذ ما يقارب العشر سنوات وهو أمر غير مقبول أن يستمر في دفع هذا المبلغ دون التفكير في تأمين سكن خاص له ولأبنائه من بعده.
وعلى الطرف الآخر أكد محمد المحمدي أنه اضطر إلى إيقاف البناء في عقاره نظرا لارتفاع سعر الحديد والطوب ، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع بعثر الميزانية التي وضعها والتي لن تكفي لإنهاء بناء عقاره في الوضع الحالي، مؤكدا أنه ليست لديه نية للاقتراض وإكمال عقاره بالدين.