طرح رئيس مجلس إدارة مركز القطاع الثالث للاستشارات والدراسات الاجتماعية الدكتور محمد عبدالله السلومي رؤية مستقبلية للعمل الخيري ودوره في تعزيز الانتماء الوطني والتنمية الشاملة للمجتمع ، داعيا إلى إعادة تنظيم المؤسسات الخيرية بما يتواكب مع تلك النظرة.
وأوضح السلومي في كتابه الذي صدر مؤخرا أن العطاء الخيري الغربي (وخاصة الأمريكي) قد فاق العطاء الإسلامي من حيث الجانب الكمي والرقمي، إلا أن العطاء الإسلامي تفَّوق عليه بالجانب القيمي والأخلاقي والنوعي، وقد يكون مؤهلاً للتفوق عليه في الجانب الكمي إذا ما طبق كقطاع مستقل ، حيث يرى المؤلف أن الفرصة اليوم سانحة للمسلمين ليُفعِّلوا نشاط مؤسساتهم الثقافية والحقوقية والاجتماعية والخيرية والانتقال بها إدارياً إلى مفهوم القطاع الثالث.
وكشف السلومي الأوجه التي من شأنها إبراز دور القطاع الثالث بمؤسساته المتنوعة في بناء الدولة العصرية ، وأثبت أن هذا القطاع بمؤسساته المتنوعة ركن من أركان الدولة الحديثة يُقوِّي الفكرة الرئيسة التي تقوم عليها تلك الدولة سواء كانت فكرة دينية أم مدنية، والقطاع بهذا الواقع الإداري يزرع مشاعر الولاء الوطني، ويزيد من الانتماء الحقيقي للوطن، كما يحافظ على وحدته التي قام عليها، وبالتالي تتعزز السيادة الوطنية بكل صورها الداخلية والخارجية.
وأبان السلومي التحديات التي تواجه العمل الخيري والاجتماعي وسبل الحل الممكنة، حيث تناول الفصل الأول حقيقة ومكونات القطاع الثالث، كما حرص على إيضاح الأهمية الاستراتيجية للقطاع الثالث في العالمين العربي والإسلامي بالفصل الثاني، مع معالجة المبادئ والمخاطر، وكذا استعراض ودراسة التجربة الأمريكية كنموذج لنجاح خدمة المجتمع ،ويشرح الفصل الخامس الرؤية والآفاق المستقبلية للقطاع الثالث عالميا ،وأخيرا الرؤية المستقبلية للعمل الخيري الإسلامي.