كرس أبو عبدالله جل وقته للتطوع مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بمنطقة مكة المكرمة،  لأداء مهمة تثقيف أفراد المجتمع،  وحمايتهم من خداع شركات التبغ في الترويج لآفة العصر التدخين، ورغم شعور أبي عبدالله بالألم النفسي والبدني جراء تسبب إدمانة على التدخين لسنوات طويلة في استئصال حنجرته وبلعومه، مما تسبب في حرمانه من نعمة الكلام، إلا أنه يشعر بالفخر، وهو يساهم في توعية أبناء وطنه من آفة التدخين المهلكة. أبو عبدالله الذي استضافته الهيئة الملكية بينبع على هامش انطلاق فعاليات أسبوع التوعية بأضرار التدخين بدا سعيداً وهو يعتلي خشبة المسرح مستخدماً جهازا خاصا للتخاطب ليستطيع الحديث، ويتمكن من استخدام ما تبقى من حباله الصوتية التي أفسدها التدخين لسنوات طويلة.  وبلغة الندم شرح أبو عبدالله للجمهور الذي امتلأت به صالة مجمع الدانة مول بينبع الصناعية عن بداية إدمانة التدخين، وكيف أن التدخين تسبب له بأمراض عديدة كانت وراء فقدانه حنجرته وبلعومه وحباله الصوتية،  وعضلات البلع دفعة واحدة، حين اضطر إلى استئصالها من خلال عملية جراحية. واستعرض أبو عبدالله بدايات معاناته مع سرطان الحنجرة، وكيف كانت البداية عندما شعر بألم بسيط في الحنجرة،  وصعوبة في البلع،  وبحة شديدة في الصوت،  وصعوبة في التنفس لدرجة لم يستطيع معها النوم إلا جالسا لضيق في التنفس، وحين ذهب إلى المستشفى صباح اليوم التالي أخبره الطبيب بأنة مصاب بمرض سرطان الحنجرة بسبب التدخين. وتناول أبو عبدالله في معرض طرح معاناته مع التدخين كيف أنه خسر عشرات الملايين، حيث كان متعهداً لبعض المشاريع الحكومية، التي لم يعد قادراً على متابعة سير أعمالها، وتعرض بسبب كثرة سفرة للخارج طلباً للعلاج لخسائر مادية فادحة. وكانت الهيئة الملكية بينبع وبرعاية شركة سابك، وبالتعاون مع الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمكة المكرمة، قد أطلقت فعاليات أسبوع مكافحة التدخين بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع بالنيابة الدكتور علاء بن عبدالله نصيف، وتضمن معرضا مصورا، وعيادة طبية لمكافحة التدخين، ويهدف الاحتفال إلى المساهمة في رفع الوعي بخطورة التدخين، والحد من تعاطي مختلف شرائح المجتمع لمنتجات التبغ، وحماية الشباب من الوقوع في براثنه.