اشتكى عدد من سكان حي الصفا شمال محافظة جدة من انتشار الساحات الفارغة التي تحولت إلى مرام للنفايات وأكوام من التراب نتيجة الاستغلال السيئ من جانب بعض سكان الحي إضافة إلى غياب النظافة.

وأضافوا أن هناك ظاهرة غريبة انتشرت في حي الصفا خلال الآونة الأخيرة تمثلت في ظهور العديد من الوافدات من الجنسيات الإفريقية بالحي حيث يتجولن داخل شوارع الحي بحثا عن عمل داخل المنازل أو الحصول على مساعدة من أهل الخير، بخلاف النباشات الباحثات عن أي شيء داخل حاويات النظافة دون وجود رقيب من الجهات المسؤولة لمتابعة هؤلاء النباشات اللاتي يحرصن على التواجد في معظم شوارع الحي مما يسبب مظهرا غير حضاري للحي.


حدائق مهملة

من جانبه، قال عمدة حي الصفا مفرس الذبياني: نتلقى شكاوى سكان حي الصفا باستمرار، ونقوم بدورنا برفعها للجهة المعنية للنظر فيها، مشيرا إلى أن من ضمن الشكاوى التي وردت إليه انقطاع المياه، لكن تم التغلب على هذه المشكلة وإيجاد الحلول الجذرية لها. وأضاف: على الرغم من ازدحام الحي بالسكان إلا أنه يعتبر حلقة وصل بين سكان شرق جدة وغربها، مشيرا إلى أن هناك معاناة من عدم الاهتمام بالحدائق ، حيث يضم حي الصفا حدائق مهجورة دون استغلالها لصالح السكان، وكذلك انتشار وايتات الصرف الصحي التي تقف على جانب الطرقات بجوار المنازل في حي الصفا (3 و4) وتسبب مضايقات للسكان من خلال الروائح الكريهة المنبعثة منها، كما تشكل وايتات الصرف الصحي خطورة في تلوث الجو الأمر الذي يؤثر على صحة السكان على حد قوله.

وأشار الذبياني إلى أن هذه الوايتات تشكل عائقا لسكان الحي في حدوث ازدحام عند الإشارات المرورية والشوارع العامة ووقوفها العشوائي في طرقات الأحياء السكانية بدون رقيب.

وأكد الذبياني أن من ضمن الشكاوى التي تلقاها من السكان انتشار العمالة الوافدة من السيدات الإفريقيات اللاتي أصبحن يغزون الحي بشكل ملحوظ ، الأمر الذي يمثل مخاطر أمنية تم التحذير منها كثيرا.


مرامي نفايات

من جهته، ذكر مدير مركز حي الصفا المهندس علاء التركي أن هناك أراضي فارغة تم تحويلها إلى ملعب كرة للاستفادة منها وأخرى أصبحت مرمى للنفايات ، حيث تم التنسيق مع بلدية المطار الفرعية والأمانة حتى يتم تنظيف الساحات الفارغة وتحويلها إلى ملعب كرة قدم يستفيد منه الشباب، مشيرا إلى أن الأراضي الفارغة التي لا يتم تحويلها إلى ملاعب أو حدائق ستكون أماكن لجلب المشاكل لسكان الحي.

وأشار التركي إلى أن هناك شراكة بين مراكز الأحياء وأمانة جدة قام بها الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء مع الأمانة لحل الأزمة الموجودة في الأحياء بحيث يكون هناك تواصل مع الأمانة من أجل إيصال الاحتياجات التي تنقص الأحياء. وأضاف أن  مركز حي الصفا يستقبل شكاوى العديد من سكان الحي وينقلها للأمانة.

وأضاف التركي أن مركز حي الصفا يضم 6 لجان، فهناك لجنة تهتم بجميع نشاطات الشباب وهي لجنة الأنشطة حيث تم وضع ملاعب مكشوفة للشباب وتجهيزها بالتعاون مع الأمانة. وقد بلغ عددها 6 ملاعب رياضية،"ونقوم حاليا بتأسيس فرقة كشفية لتدريب الشباب على الكشافة من أبناء الحي لكي يشاركوا في المناسبات المختلفة التي تحدث في الحي وإعداد برامج مكثفة تضم العديد من الأنشطة والدورات التي يستفيد منها شباب الحي".

كما أكد أن هناك لجنة تابعة لمركز حي الصفا لذوي الاحتياجات الخاصة واللجنة الاجتماعية وتوثيق الجوار بهدف التعارف وتنظيم أنشطة ثقافية وغيرها. وأضاف أن مركز حي الصفا وضع استبيانا لجميع السكان لكي يتم الاطلاع على أهم المشاكل التي تواجه السكان من تجمع النفايات وندرة النظافة وقلة خدمات الصرف الصحي. ويتم تجميع هذه الاستبيانات ورفعها للجهات المسؤولية.





انتشار الحشرات

وفي جولة قام بها فريق "الوطن" طرح سكان حي الصفا المشاكل التي يعانون منها حيث كانت البداية مع محمد القحطاني الذي قال إن وجود الأراضي الفارغة التي ملئت بأكوام الأتربة داخل الأحياء السكنية وخاصة بين المباني أصبح أمرا مألوفا في الحي، إضافة إلى طفح المياه التي نراها أمام بعض العمائر السكنية.

وتساءل عن عمليات الحفر التي تنتشر في كافة الشوارع ويعاني منها معظم السكان. وقال إن البعوض أصبح أكثر الحشرات انتشارا إضافة للقوارض. وأكد أن وجود العديد من الأراضي الفارغة داخل حي الصفا وضمها للعديد من السيارات التالفة غير الصالحة للاستخدم بدلا من إيداعها في تشليح السيارات التالفة أصبح يمثل مصدر قلق للسكان خاصة أن هناك العديد من الشباب الذين يحرصون على التجمع داخل هذا الميدان، والبقاء داخل هذه السيارات التالفة خاصة في أوقات متأخرة من الليل.

وأشار أحمد عبد العزيز من سكان حي الصفا ومسؤول عن إيجار 8 عمائر داخل الحي، إلى قلة النظافة داخل أحياء الصـفا حيث يترك عمال الأمانة النفايات لعدة أيام ، الأمر الذي يتسـبب في انتشار العديد من الحشرات والقوارض والبعوض.

ويرى سعيد العتيبي من سكان الحي أن وجود الحدائق العامة المهملة داخل شوارع الصفا بشكل عام دون الاستفادة منها يمثل الطابع الرئيسي للحي من ناحية سوء الخدمات وعدم الاهتمام بالمرافق العامة التي قد يستفيد منها سكان الحي، مشيرا إلى وجود حديقة قرب منزله تسبب له وللسكان قلقا وخوفا حيث تركت مهملة من قبل الأمانة لعدة سنين بدون الاستفادة منها على الرغم من تقديم شكوى على الخط المجاني لاستقبال الشكاوى بالأمانة، لكن لا حياة لمن تنادي.

وأكد أن هذه الحدائق المهملة يستغلها العديد من العمالة الوافدة حتى أضحت مأوى للمتخلفين لترويج بعض الأمور المشبوهة بين الشباب صغار السن.


أندية رياضية

وفي ذات السياق قال منصور أحمد إن الحي يعاني من عدم توفر الأندية الرياضية الخاصة بالشباب. وناشد الأمانة سرعة إنجاز هذه الأندية لاستغلال أوقات فراغ الشباب بدلا من تركهم يهيمون في الشوارع وعلى أرصفة الحي ومقاهيه.

ويقول فهد الصالح من سكان الحي منذ 27 عاما إن النهضة العمرانية التي شهدها الحي جعلت العديد من سكان الأحياء الأخري يبحثون عن الإقامة في هذا الحي باعتباره من الأحياء الراقية التي تتوفر بها الخدمات التي يحتاجها المواطن، لكن هذا انعكس بشكل سلبي على سكان الحي، فأصبحت الطرقات والأسواق مزدحمة، إضافة إلى الكثافة السكانية التي تسبب إزعاجا شديدا للسكان.


مشاريع خدمية بالحي

إلى ذلك، أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي أن الأمانة تولي جميع الأحياء بجدة عناية كبيرة ولا تفرق بين حي وآخر وهي تقدم خدماتها للجميع بالتساوي.

وأكد الغامدي أن الأمانة ممثلة في فرع بلدية المطار تقوم بمتابعة جميع الخدمات البلدية في جميع أحياء الصفا، فهناك 12 حيا للصفا في نطاق البلدية، تقوم البلدية بمتابعتها من جميع النواحي (المحلات التجارية، المطاعم، وغيرها من المواقع الخدمية) حيث تتم متابعة استيفاء جميع المنشآت للتصاريح النظامية لمزاولة النشاطات.

وأضاف أن حي الصفا يحظى باهتمام من حيث الحدائق التي قامت الأمانة بإنشائها وصيانتها بشكل دوري حتى تكون متنفساً لأهالي الحي، وكذلك ممرات المشاة. كما سيتم إنشاء ساحات بلدية وملاعب رياضية خلال الفترة القادمة.

وقال الغامدي إن الأمانة تتعاون مع مراكز الأحياء ومنها مركز حي الصفا الذي يتم من خلاله تنفيذ برامج ترويحية لأهالي الحي داخل الحدائق النموذجية التي قامت الأمانة بإنشائها، كما يقوم برنامج أصدقاء جدة بتنفيذ فعاليات لخدمة أهالي جدة ومنهم أهالي حي الصفا ، حيث يتم تنفيذ برامج توعوية وغيرها من البرامج الهادفة.

وأشار إلى أن الحي سوف يشهد ازدهاراً كبيراً بعد الانتهاء من برامج الأمانة لفك الاختناقات المرورية بطريق الأمير ماجد خلال السنتين القادمتين حيث سيكون طريق الأمير ماجد محررا من الإشارات المرورية من شارع النزهة وحتى طريق الخير المؤدي لطريق الملك فيصل.

أما بخصوص النظافة فهناك شركة تقوم بعملية النظافة ويتم مراقبتها من قبل الإدارة العامة لمشاريع النظافة ، موضحا أن مشاريع السفلتة يتم تنفيذها في الشوارع الداخلية للحي. وقال إن هناك خططا مستقبلية لإعادة سفلتة شوارع الحي بالكامل.

كما قامت الأمانة ممثلة في بلدية المطار بمتابعة المنطقة الصناعية الواقعة في مدخل المطار بشارع النزهة، فهناك متابعة دقيقة عليها من حيث استيفاء الورش للرخص. وقال الغامدي إن الأمانة ألزمت الورش بعمل عقد نظافة مع شركات النظافة لنقل المخلفات أولاً بأول وإن العقد مرتبط بالرخصة وذلك للحفاظ على النظافة العامة في المنطقة الصناعية.

كما أن الأمانة أنذرت جميع الورش العاملة بعدم تجديد الرخص ، حيث سيتم خلال الفترة القادمة التجهيز لنقل المنطقة الصناعية إلى موقعها الجديد شمال شرق منطقة عسفان التي تشتمل على الورش والتشاليح وغيرها من الخدمات، وذلك بهدف جعل حي الصفا خاليا من الورش وجعله منطقة سكنية خالصة.

وقد قامت الأمانة بإنشاء العديد من الحدائق والمسطحات الخضراء بحي الصفا ، فهناك حدائق يتم افتتاحها ضمن برنامج الحدائق المعمول به وهو إنشاء (100 حديقة في 100 أسبوع). ولحي الصفا نصيب كبير من تلك الحدائق وكان آخرها حديقة المعرفة وطيبة والهندسة. أما بخصوص الصيانة، فهناك برامج تقوم الأمانة بتنفيذها لصيانة الحدائق في جدة ومنها حي الصفا.