قرأت وسمعت معظم التعليقات التي جاءت على خلفية مباراة الشباب والنصر بكرة القدم في الدوري السعودي السبت الماضي ودعونا نعترف بمسألة واقعية وهي أن الغالبية المنتمية لهذا النادي أو ذاك ليست قادرة على مناقشة الأمور إلا من زاوية انتمائها ولا تستطيع أن تخرج من هذا القمقم حتى ولو كانت الأمور واضحة وضوح الشمس، ونادراً ما تجد شخصاً يصف الواقع بتجرّد، وليس ذلك فحسب بل يطلق الأحكام دون مناقشة منطقية وتحليل واضح... وكنت قبل فترة كتبت عن أداء نادي النصر الذي كان أداء رائعاً استحق عليه النصراويون فوزاً مستحقاً واعتبرني البعض آنذاك نصراوية ورأيت أن هذا النعت يشرّفني كما يشرّفني أن أنعت بأني شبابية أو (منتمية لأي نادٍ آخر) عندما أقول عن فريق الشباب في مباراة السبت إنه كان الأميز والأجدر بالفوز وخاصة بأداء محترفيه، وقد ارتقت هذه المباراة بمستواها بشكل عام، لكن الشبابيين امتلكوا مفاتيح اللعب بسرعتهم الفائقة وتمريراتهم المتقنة وإذا كانت المباراة شهدت خشونة زائدة أثرت على جمالية المباراة فقد كانت من الطرفين، وإذا شهدت أخطاء تحكيمية فلأن مستواها كان أميز من مستوى حكامها، وبناء عليه فإن أي شخص لا يستطيع أن يكوّن قناعة منطقية في لحظات عليه أن يسجل المباراة ويعيدها على البطيء وسيدرك أن فريقه ليس هو المظلوم في كل مرة وأن الخسارة كانت مستحقة ولا يجب أن نطلق الأحكام مباشرة دون تمحيص وتدقيق لأن مشاهدة أي حالة في جزء من الثانية قد لا تعطينا الحقيقة التي نتوخاها....

وخارج هذا الإطار لدي ثلاث ملاحظات في هذه المباراة:

- لو أن الحكم أشهر البطاقات على كل الحالات الواجبة فإن عدداً كبيراً من اللاعبين سيخرجون في هذه المباراة أو التي تليها، وهو واقع ليس في هذه المباراة فقط إنما في الكثير من مباريات الدوري لأن الخشونة أصبحت حالة عامة والخوف أن تكون حالة مدروسة!....

- سمعنا أن متوسط دخول مباريات الدوري السعودي هو 4100 مشاهد في المباراة الواحدة، فهل يعقل أن تكون هذه النسبة في أهم دوري في الوطن العربي؟!... وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عزوف الجماهير عن حضور المباريات ويجب التفكير جدياً بالطرق التي تكفل زيادة العدد لأن أي دوري بمدرجات فارغة هو دوري لن يرتقي على الإطلاق إن استمرت الحالة بهذا الوضع.

- ما هو المبلغ المدفوع من الشركة الراعية حتى يقبل اتحاد الكرة وضع اسمها بدل أسماء اللاعبين؟... حسب متابعاتي فلم أجد هذه الحالة في أي دوري في العالم، ونخاف أن يأتي يوم تباع فيه المساحة لمخصصة للرقم!... ومهما يكن المبلغ المدفوع فلا يجب القبول ببديهيات معروفة.