من المؤشرات التي يعتد بها الراصدون لحركة المجتمعات لقياس حيويتها، مدى الاهتمام باستقطاب المثقفين والأدباء في الداخل والخارج ، من خلال المؤتمرات والملتقيات الثقافية الكبيرة .ويبرز في المملكة المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي دخل هذا العام عامه الـ 25 ، بنقلة نوعية في الاستضافات ، حيث تم استضافة الثقافة الفرنسية كضيف شرف ، إضافة إلى التطور النوعي في البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان الذي كان يركز على الحوار والتعايش بين الحضارات ورؤية الملك عبدالله في ذلك منذ أن أنشأ في 2/7/1405هـ المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام سنويا في الجنادرية ويستقطب العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين من العالم أجمع ، الأمر الذي قدم لأرباب العلم والثقافة في المملكة العربية السعودية أو خارجها فرص التعارف واللقاء وفق حوار فكري في كل العلوم والثقافات وآدابها، وبصورة كانت لافتة هذا العام الذي رأى فيه كثير من المراقبين استعادة الجنادرية لوهجها الذي ابتدأت به قبل ربع قرن، بما يمكن من خلاله قياس قدر التحولات في الخطاب الثقافي محليا.
أما على المستوى المحلي فكان الأبرز هو إعادة عقد مؤتمر الأدباء السعوديين بعد توقف دام عشر سنوات ، حيث استضافته العاصمة الرياض أواخر 2009 ، وسط حضور كبير من الأدباء والمثقفين السعوديين ( من الجنسين) ، ناقشوا على مدى 3 أيام أوراقا جاءت تحت عنوان (الأدب السعودي: قضايا وتيارات) .
كذلك واصلت المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية عقد ملتقياتها الثقافية السنوية ، التي شارك فيها أدباء ومثقفون من داخل المملكة وخارجها ، مما جعلها أحد مظاهر التلاقي الثقافي العربي ، وهو ما يعزز مكانة المملكة بشكل عام في أنها مركز ثقافي يتجه إليه العرب حاليا، ناهيك عن إطلاق عدد من مؤسسات المجتمع المدني عبر جمعيات ثقافية كهيئة الصحفيين وجمعية التشكيليين والفوتوجرافيين والمسرحيين السعوديين، التي كانت أولى خطواتها معاودة إطلاق مهرجان المسرح السعودي في دورته الخامسة بعد توقف لسنوات، وإطلاق جائزة المسرح السعودي التي حملت اسم أحد رواد المسرح في السعودية ، الراحل أحمد السباعي.