قليلة ـ إن لم تكن نادرة ـ الدول في الوطن العربي التي تذكر زعماءها الراحلين وتُخلدهم.. لا أريد أن أقول أين هي الشعوب العربية التي تذكر زعماءها أصلاً!

فإن كان الزعيم ميتاً فسيطويه النسيان.. وإن كان حياً فسيحرم عليه الظهور في أي برنامج تلفزيوني، حتى وإن كان عن الآثار أو التراث!

سأتحدث عن بلادي.. وتحديدا عن الملك الصالح/ خالد بن عبدالعزيز ، رحمه الله.

توحدت كل القلوب والأقلام على حب خالد.. لا تجد قلبا عايشه، لا يحبه.. ولن تجد مقولةً أو مقالة عن خالد ـ وأراهن على ذلك ـ لم يرد فيها ذكر الحب.. تميز عهد الملك الصالح بإنجازات اقتصادية مذهلة شملت كل مناحي الحياة.. سلوا السعوديين عن "خالد".. لماذا ـ جميعهم ـ دونما استثناء ـ يذكرون هذا الرجل بالخير؟

لماذا يحبونه؟!

فتح الله في عهده أبواب السماء.. تميز عهده بالخير والنعمة والنماء، بشكل عجيب لم تشهده أي دولة عربية أخرى في العصر الحديث. لكن حب الناس لخالد لم يرتبط بذلك فقط.. بمعنى: الذي لا ينبغي تجاهله أن الناس أيضاً على مختلف مستوياتها العلمية والاجتماعية والثقافية أعجبوا بشخصية الملك الراحل.. كان بسيطا متواضعا متسامحاً رحيماً.. ذا عاطفة جياشة.. كان عاشقا لوطنه محباً لشعبه، ولو لم يكن كذلك لما أغدق عليه، ولما تكلل عهده بتلك الإنجازات الكبرى..

ليت قومي يعلمون.. الناس بطبيعتهم الفطرية يحبون البساطة والتواضع وينبذون المتكلفين والمتكبرين.. ولقد تجسد التواضع وتجسدت البساطة في شخصية ملك فتح الله في عهده أبواب السماوات بالخير والمطر.. أفلا يحبونه؟!

الخلاصة : يقول الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير عن والده الملك الصالح: "كان بسيطا إلا في الحق.. متسامحا إلا في العدل.. يخشى الله في الناس، ولا يخشى الناس في الله".

اللهم إن خالدا كان رحيما بنا، كريما.. اللهم فأكرم نزله وارحمه يا أرحم الراحمين.