قبل أيام نظمت إحدى الجمعيات الطبية التابعة لإحدى جامعاتنا العريقة مؤتمرا طبيا دعت إليه عددا من المختصين.. إلى هنا والأمر جميل.. الأمر غير الجميل هو أن المؤتمر تمت إقامته في إحدى صالات الفنادق الكبرى ـ فئة خمسة نجوم ـ !

هذه الجامعة لديها من القاعات ما لو أرادت لاستطاعت إقامة عشرين مؤتمرا في لحظة واحدة.. لكنها عقدة الفنادق الفارهة بدأت فيما يبدو ـ تسيطر على عقول الجهات الأكاديمية..!

وعندما أقول ذلك فلأنني أدرك أن أغلب هؤلاء الأكاديميين جاؤوا من بيئات أكاديمية عالمية ترفض مثل هذه المظاهر!

ـ قد يخرج من يقول إن كانت "فاتورة القاعة" ستدفعها إحدى شركات الدواء و شركات المعدات الطبية المشاركة في المؤتمر، وأقول حتى وإن.. فقد كان يجب رفض المبادرة، لأن الجامعة ليست بحاجة لمنة أحد، أو إحسان أحد.. أو صدقة من أحد.. فالجامعة تمتلك قاعات فخمة مجهزة بشكل حديث.. بعضها أجمل من قاعات الفنادق!

النقطة الأخرى التي تشغل بالي منذ فترة عند إقامة الجامعات السعودية لمثل هذه المؤتمرات والندوات.. هي أن تكلفة هذه الندوات مرتفعة جدا، وتقتطع مبالغ ليست بالسهلة من ميزانيات هذه الجامعات.. وأغلب هذه المبالغ يتم صرفها على تكاليف إقامة الوفود والقاعات..

القاعات متوافرة كما قلت قبل قليل.. أما سكن الوفود، فما يزال يشكل تكلفة مرتفعة، تزداد الفاتورة كلما ازداد عدد المؤتمرات!

السؤال: لماذا لا يتم استحداث تصاميم لإسكان بمواصفات خاصة، يلحق بعمادات الإسكان بالجامعات السعودية بحيث يتم تخصيصه لسكن ضيوف الجامعات سواء في الندوات الدائمة أو الاجتماعات الدورية أو المؤتمرات الكبرى؟ ـ هذه الفعاليات مستمرة طيلة السنة وجدوى هذا الاقتراح ليست بحاجة لدراسة!

ومني إلى معالي وزير التعليم العالي.