شدد الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان على ضرورة عقد ورش نقدية يشترك فيها المعلمون للحوار والمناقشة تنظم على مستوى إدارات التربية والتعليم.
وأكد السليمان أن المناهج الخاصة بالتربية الفنية التي وضعتها الوزارة مؤخرا تمنح معلومات جيدة خاصة بالتعريف بالفنون الشعبية والإسلامية، متمنياً أن تكون تطبيقية.
وأوضح السليمان أن علاقة الطفل بالمعلم لها دور كبير في الكشف عن مواهبه، كما أن فتح باب الحوار عن الأعمال الفنية يعود بأفكار جديدة حولها.
جاء ذلك ضمن محاضرة عن الفن التشكيلي أقامها نادي أبها الأدبي مساء أول من أمس بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم، شارك فيها كل من عبدالرحمن السليمان، ومنال الرويشد، وهناء الشبلي، وقدمها كل من الزميل سعد آل حسين، ومنى الكودري. وبدأت المحاضرة بورقة قدمها عبدالرحمن السليمان بعنوان "التذوق الفني ورسوم الأطفال" قال فيها "إن كثيرا من المهتمين بالفن يرون الطفل حالة مختلفة عندما يمارس الرسم، ورسم الطفل بكل ما نعرف عنه من معلومات عن خصائصه، إلا أننا لسنا قادرين على الدخول إلى عالم الطفل وإدراك مبتغياته على الدوام.
وأشار السليمان إلى أن العديد من الفنانين التشكيليين يتجهون عفويا إلى مناطق طفولية حيث البراءة والعفوية والبعد عن الكلفة والتعبير دون قوالب أو حدود.
وبين السليمان أن النظر إلى رسومات الأطفال له متعته الخاصة، فعندما نحاول الدخول إلى عوالمهم فإن أول ما يمكن أن نلحظه هو المعين الذي تنصب فيه واقعا أو معارف محددة داخل عالمهم الخاص وتحاكي طريقة تفكيرهم.
وقال السليمان "إن بعض معلمي التربية الفنية يهتم بانقضاء وقت الدرس أو التقيد بما يمليه مشرفه المباشر فقط، ولاحظت أن بعض المعلمين لا يزالون على فكر من علمونا من غير المختصين، لأني لم أجد ما يوحي حتى بمعرفة الخصائص التي يرسم بها طفل السادسة أو السابعة.
بعد ذلك تناولت منال الرويشد ورقة عمل بعنوان "التربية الفنية وعلاقتها بثورة المعلومات والاتصالات" قالت فيها "سبق استحداث التخصص للبنين قبل البنات وتخرجت دفعات كثيرة عينت في التدريس وكان لها دور قيادي في تأسيس العديد من المفاهيم وتغييرها. وأشارت الرويشد إلى أن الأثر يبدو واضحا الآن في التوجه الإيجابي بفتح المجال للدراسات العليا لتطوير مسيرة التعليم برفع مستوى المتخصصين، مؤكدة أن التربية الفنية تساهم في تكامل نمو الطلاب والطالبات من النواحي الفردية والاجتماعية والفكرية والثقافية.
وأضافت أن تقنية المعلومات والاتصالات وكميات المعلومات المخزنة تسهل على الإنسان المعاصر الوصول إليها حيث إن في ذلك اختصارا للجهد والترشيد، كما أنها توفر عددا من البدائل. فالطالب والطالبة يعيشون في خضم معطيات هذه الثورة المعلوماتية والاتصالية وبذلك يفتح لهم أفق واسع جدا وتتاح لهم فرصة التواصل والتعبير.
وأكدت الرويشد أن التقنية وثورة الاتصالات قد تسهم في الثقافة البصرية والتدريب على الرسم من خلال مواقع معينة وعروض فيديو ومتابعة مواقع الرسامين المحترفين. مشيرة إلى أن الفن المعاصر كثيرا ما يعتمد فيه الطلاب على الفنون الرقمية والوسيط هنا هو الحاسب الآلي. وفي ورقة بعنوان "ثورة المعلومات ودور المعلم" لهناء الشبلي بينت فيها كيف أن التقنية أصبحت متاحة لدى الطلاب والطالبات بشكل أوسع من قبل، وأن معلم التربية الفنية مازال متأخرا في ذلك.
وقالت الشبلي "إننا أمام جيل ذكي مثابر، يريد الوصول لأهدافه بأقصر الطرق الممكنة وبطريقته الخاصة, ويفتقد الصبر والحلم وتنقصه الخبرة والمعرفة, لكن يسهل اختراقه والتأثير عليه من قبل الآخرين ولهذا نحتاج إلى وقفة جماعية قوية تساند المعلم لمواجهة هذا التحدي.
وأوضحت الشبلي أن ثورة المعلومات والاتصالات لا تعني الاستخدام المنزلي للحاسب الآلي فقط بل هناك استخدامات عديدة تتناول جميع مجالات الحياة من صناعة وتجارة وفضاء إلى آخره، ولا نغفل الشبكة العنكبوتية والبريد الإلكتروني والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية والكاميرات الرقمية وغيرها من أجهزة لا تعد ولا تحصى. وأكدت الشبلي أن استخدام برامج الرسم والتصميم بالحاسب الآلي في الخطة التعليمية للمقرر تحقق لعملية تدريس التربية الفنية العديد من الفوائد منها تعزيز الفكر التربوي للمتعلم لمسايرة التطورات العالمية المرتبطة بالتقدم العلمي.
وداخل رئيس الوفد اليمني بكلمة شكر فيها القائمين على بينالي عسير وقال إن ما رآه يعتبر عملا جبارا وتجسيدا للنهضة والتقدم الذي تعيشه المملكة في العديد من الأنشطة المختلفة.
وأشار علي مغاوي في مداخلته إلى محتوى أوراق العمل التي صبت الاهتمام على دور المعلم وكيفية إعداده، قائلاً "إننا لم نتذوق فن الطفل في الرسم وكيفية الدخول إلى عالم الأطفال من خلال رسوماتهم".