يواجه 160 مبتعثا ومبتعثة سعودية لهولندا موقفا حرجا بسبب ما يواجهونه من تعنت جامعتي "ماستريخت" و"خرونجنن" في قبولهم "حسب وصفهم"، حيث تبين لهم أن عدد المقاعد التي تتيحها الجامعتان أقل بكثير من عددهم. كما يواجه الطلاب التهديد بملاحقات قانونية مالية بسبب تأخر حصولهم على مكافأة الابتعاث، في حين لم يجد الطلاب مساندة من قبل سفارة المملكة في ألمانيا في مشكلتهم بعد أن أخبرتهم أن الاتفاق مع الجامعة غير ملزم لها بأي شيء.

ويصف عدد من الطلاب مشكلتهم لـ"الوطن" عبر الهاتف والبريد الإلكتروني بالقول: ابتعثنا للدراسة في هولندا بالمرحلة الخامسة وزادت المصاعب أمامنا بعدما حددت الجامعتان اختيار ستين طالبا وطالبة فقط من بينهم من لديه شهادة في اللغة. فكان النصيب الأكبر للطلاب المحولين من قبل وزارة التعليم العالي من دولة أستراليا إلى هولندا. وأصبح الطلاب الحاصلون على الثانوية العامة المبتعثون أساسا لهولندا غير مقبولين، وبعضهم عاد للوطن مكللا بالهزيمة والإحباط، والبعض الآخر متوقف عن الدراسة، والقليل يكافح لاجتياز شروط اختبار اللغة للحصول على درجة أعلى في فترة شهرين فقط، في حين أن الدراسة تستلزم سنة كاملة لجميع الطلاب المبتعثين.

واشتكى الطلاب المبتعثون لهولندا من سوء المعاملة والتثبيط والحرب النفسية التي يقودها مدير جامعة "خرونجنن" ضدهم وذلك بعد أن كشف نيته في طردهم قائلا: "استمتعوا بالبقاء في هولندا لأنكم سوف تغادرون بعد شهرين".

وتساءل بعض الطلاب عن الأسباب التي جعلت الملحقية السعودية تسجل مبتعثين والجامعة لم تحل بعد مسألة مبتعثين سابقين. وقالوا: إن الطالب الأوروبي يدفع 1800 يورو للدراسة أربع سنوات، بينما يدفع عن كل طالب سعودي مبلغ 32000 يورو للدراسة بالسنة الواحدة، وهذا يعني أن ما يدفع لتدريس طالب سعودي واحد في سنة واحدة يكفي لتخريج 18 طالبا أوروبيا خلال أربع سنوات، وما يدفعه الطالب السعودي الواحد خلال أربع سنوات يكفي لدراسة وتخريج 71 طالبا أوروبيا أو من الجنسيات الأخرى غير السعودية.

وأبدى المبتعثون في هولندا استياءهم من عدم استلام المكافآت إلى الآن مما جعلهم يواجهون مشكلة محاكمات واستدعاء قانوني بسبب عدم دفع إيجارات السكن.

وأفاد المبتعثون بأنه بعد عدة مخاطبات مع السفارة السعودية في ألمانيا أفادتهم بأنه لا توجد اتفاقية ملزمة بينهم وبين الجامعة الهولندية وأن جميع الاتفاقيات مع الجامعة ليست إلا كلام مبدئي فقط ولا تلزم الجامعات الهولندية بشيء.

وأضاف المبتعثون: أن الدفعة المبتعثة قبل أربع سنوات لدراسة الطب صعقوا عندما علموا أن جامعة ماستريخت في الجنوب الشرقي لن تمنحهم درجة البكالوريوس وستمنحهم فقط دبلوم علوم صحية، وهم الذين ابتعثوا لنيل بكالوريوس الطب.

وأوضح المبتعثون السعوديون أنهم يطالبون بتوفير فرص أكبر لدراسة اللغة وتوفير مقاعد بكلية الطب، حيث إن المبتعثين 80 طالبا وعدد المقاعد 40 فقط، وهذا يعرقل سير ابتعاثهم ويحبطهم، إضافة إلى توجيه خطاب لمدير الجامعة يحثه على معاملة الطلبة معاملة حسنة بدلا من توجيه ألفاظ وصفوها بالبذيئة والمحبطة لهم.