ستبلغ الإثارة ذروتها بعد نحو 72 ساعة حينما يشهد العالم بأسره إزاحة الستارة عن مباراة افتتاح نهائيات كأس العالم في نسختها التاسعة عشرة بلقاء يجمع منتخب جنوب إفريقيا المضيف والمكسيك في إستاد سوكر سيتي القريب من سويتو إحدى ضواحي جوهانسبرج.
ومع اقتراب الساعات تتصاعد حمى البطولات، ويتعالى صوت التكهنات والترشيحات حول هوية بطل المونديال المقبل، وهوية أحسن لاعبيها، وما إذا كانت ستشهد ميلاد بطل جديد سينضم إلى أبطالها السبعة الذين احتكروا الألقاب في النسخ الـ18 الماضية.
وتستحوذ إسبانيا بطلة أوروبا على النصيب الأوفر من الحظوظ لإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخها مستفيدة من جيل ذهبي من اللاعبين عرف أخيراً طعم الانتصارات الكبيرة، ونجح في الإقناع بقدرته على الحضور القوي في المناسبات الكبيرة.
في المقابل تبدو حظوظ الأرجنتين واردة وبقوة في ظل تعطش جيلها الحالي للظفر بالكأس بعد ربع قرن تقريباً عن آخر ألقابها، مستفيدة من زخم معنوي وإلهام خاص يوفره مديرها الفني دييجو مارادونا، ومن كفاءة تقنية لساعده سكرتير المنتخبات الأرجنتينية كارلوس بيلاردو الذي كان مدربه حين ذهب للتتويج بطلاً للعالم في مونديال المكسيك 1986.
وحينما يكون الحديث عن كأس العالم يصعب بأي حال من الأحوال إسقاط البرازيل من حسابات الترشح، حيث تبقى لها اليد الطولى في بطولتها المفضلة التي ظفرت بلقبها 5 مرات من قبل، وكانت الأكثر مشاركة فيها، والأكثر انتصاراً، والأكثر تسجيلاً.
وفي حسابات التتويج لا يمكن إسقاط إنجلترا التي تدخل البطولة هذه المرة بعقلية مدربها الإيطالي الخبير فابيو كابيللو ما يعزز من حظوظها وبقوة لتكرار إنجاز مونديال 1966 الذي توجها بلقبها الوحيد حتى الآن، بل والتفوق عليه خصوصاً أن تخوض البطولة هذه المرة خارج عرينها.
وتطل منتخبات مثل هولندا التي أنهت التصفيات بعلامة كاملة شأنها شأن إسبانيا، ومثل ألمانيا وكذلك إيطاليا لتنتزع بعضا من الترشيحات حيث تعول الأخيرتان تحديداً على خبرتيهما العريضتين في البطولة التي انتزعتا كؤوسها 7 مرات (4 لإيطاليا و3 لألمانيا).
وعلى خلاف الترشيحات التي تتشتت حيال البطل، يبدو أن في الأمر شبه إجماع على أن الأرجنتيني ليونيل ميسي ـ الفتى المدلل ـ سيكون نجم البطولة المطلق إذا ما نجح في تقديم ذات المستوى الذي دأب على تقديمه مع برشلونة الإسباني خصوصاً في الموسمين الحالي والماضي.
وسيكون الرهان في البطولة منصباً على مقدرة ميسي على تخطي الضغط المفروض عليه بقوة إعلامياً وجماهيرياً، خصوصاً أنه مطالب بتحقيق البطولة التي لا يزال سجله خاليا منها، وهي بطولة كأس العالم، وإذا ما نجح في هذا الرهان فمن الممكن أن يعيد بعضاً من ذكريات تألق مدربه الحالي مارادونا في مونديال المكسيك الذي كان بحق مونديال مارادونا، ومن الممكن حينها أن يكون مونديال جنوب إفريقيا هو مونديال الفتى المدلل.
ويبدو البرتغالي كريستيانو رونالدو الوحيد القادر تقريباً على مزاحمة ميسي في البطولة المقبلة، فكلاهما يقدم كرة ممتعة، وأداء راقياً يصدر الإثارة للمتابعين، لكن الفارق يبقى لصالح ميسي خصوصاً مع كوكبة المهاجمين الذين يلعبون قريباً منه في المنتخب الأرجنتيني ما يخفف عنه ولو بشكل جزئي عبء الرقابة، فيما سيكون على رفاق رونالدو أن يقدموا له الدعم الكبير حتى يمضي بالمنتخب إلى أدوار متقدمة، وهو ما أشار إليه تقرير إعلامي برتغالي شدد على أن إلقاء العبء كاملاً على رونالدو لن يكون مجدياً، مطالباً بأداء جماعي للمنتخب معتبراً أنه الوصفة الأمثل لتحقيق التفوق.
وغير بعيد جداً عن ميسي وورنالدو تبدو الفرصة مواتية للبرازيليين كاكا وروبينهو لإعادة اكتشاف نفسيهما من جديد في بطولة كبيرة على هذا المستوى، وهما المؤهلان بقوة للعب أدوار محورية في البطولة خصوصاً أن منتخبهما قد يمضي بعيداً جداً في البطولة ما يمنحهما مساحة أوسع من الاستعراض الأدائي.
ويبدو ميسي ورونالدو ومن بعدهما كاكا وروبينهو بعيدين عن بقية النجوم الذين قد يتألق بعضهم وتحديداً الإنجليزي واين روني والفرنسي فرانك ريبيري، لكن احتمالات النجاح على مستوى اللاعبين تبقى محدودة في ظل الغياب شبه الجماعي للنجوم الجماهيريين عن البطولة سواء للإصابات أو الاستبعاد أو عدم تأهل منتخباتهم، حيث تطول قائمة المهددين بالغياب الجزئي أو الكلي مثل الإيفواري ديدييه دروجبا والهولندي أريين روبن والبرتغالي ناني والإيطالي أندريا بيرلو أو الغائبين كلياً أمثال الإنجليزيين ديفيد بيكهام وريو فرديناند والغاني مايكل إيسيان والألماني مايكل بالاك.