يصاب الإنسان بالذهول من هؤلاء المتسترين خلف "نقاب" الأسماء المستعارة وحجابها.. يشتمون الصحافة المحلية وكتابها ليل نهار ضاربين عرض الحائط بكل إسهامات الصحافة وكتابها في مسيرة العمل الإصلاحي في بلادنا على مدى سنوات طويلة..
أمضيت أكثر من عشر سنوات أكتب عن كل صغيرة وكبيرة في وطني.. من الخفجي شرقا وحتى القنفذة غربا ومن القريات شمالا حتى شرورة جنوباً.. ويأتي هؤلاء المتنقبون ـ والنساء أطهر منهم بلا شك ـ وينسفون كل ما قمت به؟
وغيري الكثير من الكتاب والكاتبات أمضوا سنين أطول بالتأكيد.. نتابع كل ما له علاقة بالبناء والإصلاح ونتعرض للمتاعب ونجتهد أن نكون أعضاء فاعلين في بناء البلد.. وهؤلاء ليس لهم غاية سوى نسف جهود غيرهم.. ولو سألتهم ما الذي قدموه هم للوطن والمواطن فلن تجد لديهم سوى إطلاق الشتائم جزافاً، والانتقاص وإطلاق الاتهامات والتشكيك في ذمم الناس..
والمضحك المبكي أن هؤلاء "المتنقبون" ينتقبون تحت أسماء عربية وأجنبية أشتهرت بالبطولة والشجاعة على مر الزمن.. فكيف تستقيم المعادلة؟ ـ "كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد"!
الإنسان الذي يعيش طيلة حياته خائفا، يعيش طيلة عمره وسط السراديب والأنفاق المظلمة..
طالما هؤلاء مقتنعون بما يقولون لماذا لا يكشفون عن وجوههم؟
لماذا لا يكشفون عن أسمائهم.. مم يخافون؟
دخلت عددا من المواقع التي يزعم أعضاؤها أنهم "إصلاحيون" ولم أعثر في كل موقع سوى ثلاثة أو أربعة أعضاء يتحدثون بأسمائهم الصريحة، أما البقية يرتدون النقاب!
انفتح الفضاء وخرج الناس يتحدثون تحت الشمس بشجاعة فيما هؤلاء يمارسون شتم الكتاب.
هؤلاء لا يتفاعلون مع عملية إصلاح، ولا يشاركون في عملية بناء.. هؤلاء يديرون عملية إحباط وفشل وجبن ورهاب اجتماعي.. لا هم الذين خدموا الوطن ولا تركوا غيرهم يعمل..