تجنيد النساء في التنظيمات الإرهابية ليس بالأمر القديم بالنظر الى الناحية الزمنية لكنه يمكن ان يكون قديما بالنظر الى تاريخ تنظيم القاعدة, ولو نظرنا إلى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية على وجه التحديد لوجدنا تحفيزاً كبيراً من قبل القيادات للمرأة للانخراط في الأعمال العسكرية والانتحارية منذ بداية هذا التنظيم وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ففي ذروة النشاط الإعلامي للتنظيم في فضاء الإنترنت أصدر التنظيم أول مجلة نسائية بعنوان (الخنساء) سنة 1425.
صدر العدد الأول منها فقط ولم تستمر نتيجة الحصار الأمني الكثيف، وركزت المجلة في عددها الوحيد على دعوة النساء إلى الجهاد والمشاركة فيه وتقديم الدعم اللوجستي ولم تكن هناك دعوة مباشرة لعمل عمليات انتحارية أو دعوة النساء لتفجير أنفسهن .
وبالنظر الى واقع التنظيم وتعامله مع العنصر النسائي نجد أن هناك عوامل عديدة تسهل عملية تجنيد المرأة سواء عن قناعة أو إكراه ويأتي في مقدمة ذلك اللعب على وتر الانتقام لمقتل أحد ذويهن مثل الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن الذي ما يكون غالباً عضوا في التنظيم، ويلعب الجهل بالدين وقلة الوعي لدى معظمهن عاملاً رئيسا في الاستدراج والتأثير وعملية غسيل المخ، هذا على مستوى التنظيم ككل لاسيما اذا أخذنا تنظيم القاعدة في العراق كمثال حي !!
خطورة الاستعانة بالمرأة في الجانب العسكري أو الانتحاري ترجع لعدة أمور أبرزها سهولة وصولهن إلى الأهداف مقارنة بالرجال، نظراً لنجاحهن في اجتياز الحواجز الأمنية دون تفتيش كون المرأة لا تثير الشكوك غالباً، إضافة إلى سهولة اختلاقها الأعذار كالحمل مثلاً فتستطيع حمل قنبلة تصل إلى أكثر من خمسة كيلوات أو أن تضع حزاما ناسفاً حول قفصها الصدري وبالطبع سيصعب تفتيشها نظراً للأعراف والتقاليد المتبعة ولاسيما في البلدان العربية والإسلامية، إضافة إلى عدم توافر عناصر نسائية مؤهلة بالشكل المطلوب .
النجاح الذي حققته النساء المفخخات في العراق دفع زعيم التنظيم هناك (أبو مصعب الزرقاوي) للكشف عن نواياه في تصدير الظاهرة إلى دول الجوار وعلى رأسها المملكة وبرغم المساعي القاعدية الكثيفة للزج بالمرأة السعودية في أحزمة الموت الناسفة إلا أن دور نساء التنظيم في المملكة انحصر في الدعم اللوجستي وإيواء الإرهابيين وجمع الأموال والترويج الفكري عبر الشبكة العنكبوتية ، الى هذه اللحظة مع توقعات بدور اكبر لها في الفترة المقبلة .
تأخر الاستجابة النسائية لدى قاعدة السعودية يرجع لأسباب تتعلق بطبيعة المجتمع السعودي المحافظ، فالمرأة دائما محط أنظار ذويها وأوليائها مما يصعب عمليات خروجها منفردة أو التقاءها وتواصلها مع الرجال للحصول على المتفجرات أو التخطيط العسكري، كما أن الولي المتطرف نفسه قد يوجد لديه من الحساسية تجاه هذه القضية ما يجعله يستبعدها، إضافة إلى أهمية وجود النساء أحياء لتقديم الخدمات اللوجستية وتوفير الراحة والخدمة للخلايا المتطرفة وتهريب الأسلحة والأموال وهي أمور هامة بالنسبة للتنظيمات المتطرفة سيما أن المرأة أقدر عليها وأسهل في تنفيذها من الذكور، لكن التضييق الأمني الشديد في الفترة الأخيرة والذي جفف منابع القاعدة في السعودية، وحد من عملياتها الإجرامية بشكل ملحوظ، قد يدفع الإرهابيين هذه المرة إلى عكس الآية وتبادل الأدوار مع زوجاتهم وذويهم من نساء التنظيم الضال لتنفيذ العمليات الانتحارية فيما يكتفي الرجال بالتخطيط والخدمات المساندة التي لعبتها النساء سابقاً!!