رفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس المقارنة بين إغراق كوريا الشمالية المزعوم لسفينة حربية كورية جنوبية والعدوان العسكري الإسرائيلي المميت على أسطول سفن تحمل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة البالغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة والمحاصرين برا وبحرا وجوا منذ أكثر من ثلاثة أعوام, وهو الاعتداء الذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الناشطين المدنيين من أعضاء منظمات إغاثية وحقوقية من أكثر من 35 دولة.

وقال جيتس إن "الهجوم على البارجة الحربية الكورية الجنوبية الذي قتل فيه 46 بحارا في شهر مارس الماضي وقع بدون أي تحذير. أما غارة قوات الكوماندوز الإسرائيلية على أسطول المساعدات الإنسانية فقد وقع بعد تحذيرات أصدرت إلى السفن".

وأضاف جيتس "لا يوجد وجه للمقارنة على الإطلاق بين ما حدث للسفينة الكورية الجنوبية وما حدث في البحر المتوسط لأسطول المساعدات الإنسانية" على حد زعمه.

وكان جيتس يرد على سؤال لجنرال عسكري صيني في مؤتمر للأمن يعقد في سنغافورة حيث ألقى وزير الدفاع الأمريكي خطابا في وقت سابق. واتهم الجنرال الصيني، زهو تشيجهو، من جامعة الدافع الوطنية الصينية الولايات المتحدة الأمريكية بالنفاق في انتقادها لكوريا الشمالية في الوقت الذي رفضت فيه إدانة العدوان الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية الأسبوع الماضي.

وقال جيتس "إنني لا أصدر حكما على المسؤولية أو الخطأ في حادث البحر المتوسط".. مشيرا إلى أنه يفضل إجراء تحقيق دولي لتحديد المسؤولية.

ودعا جيتس الصين إلى استئناف العلاقات العسكرية. وقال إن قرار الصين بقطع الاتصالات العسكرية بين البلدين في وقت سابق من العام الجاري قد يقوض الاستقرار الإقليمي.

وحث بكين على قبول "حقيقة" أن واشنطن ملتزمة بتسليح تايوان سواء أرادت ذلك أم لا.

وقال جيتس "يجب أن يكون واضحا للجميع الآن بعد أكثر من 30 عاما من التطبيع أن الانقطاع في علاقتنا العسكرية مع الصين لن يغير سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان". ووصف معالجة "الاستفزازات" الكورية الشمالية بأنها "مسؤولية جماعية" للدول الآسيوية مصعدا الضغط على الصين كي تنتقد بيونج يانج حليفتها منذ فترة طويلة.

ولكن جيتس ومسؤولين أمريكيين آخرين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى ما هو أبعد من إجراءات مجلس الأمن الدولي وأنها قد تعمل من جانب واحد أو بالتنسيق مع حلفائها لزيادة عزلة بيونج يانج.

وقطعت الصين الاتصالات العسكرية بعد أن أخطرت إدارة الرئيس باراك أوباما الكونجرس في يناير الماضي بخطط لبيع أسلحة تصل قيمتها إلى 6.4 مليارات دولار إلى تايوان.