لا يكاد أحد يتمنى ارتفاع درجات الحرارة في الرياض هذه الأيام سوى باعة المياه المتجوّلين الذين يرابطون أمام الإشارات الضوئية طوال ساعات النهار لبيع قوارير المياه المثلجة على الزبائن ممن يقبلون على الشراء ليطفئوا نار عطشهم في ظل سخونة الأجواء، وغالبية هؤلاء الباعة من المقيمين ويحملون أكياسا مملؤوة بقوارير مياه بعضها تحمل تواريخ صلاحية شارفت على الانتهاء، ورغم ذلك يشتريها السكان دون التدقيق في ذلك.
ورصدت "الوطن" خلال الأسابيع الماضية تنامي هذه الظاهرة الموسمية التي تنتعتش في "صيف الرياض"، حيث لا يكاد يخلو تقاطع للإشارة الضوئية دون وجود مثل هؤلاء الباعة الذين تتباين الآراء حول نشاطهم، فالبعض يرى أنهم يوفرون جهد الزبائن في البحث عن المياه في المحلات، فيما يرى آخرون أن تواجدهم يمثل شكلا غير حضاري في شوارع العاصمة.
وأعرب البائع أحمد البلوشي عن سعادته بارتفاع درجة الحرارة في العاصمة التي تتجاوز 40 درجة مئوية خلال فصل الصيف، لأنها تتسبب في "عطش" أصحاب السيارات، فيقبلون على الشراء منه، مشيرا إلى أنه يتواجد في أحد التقاطعات بجنوب الرياض منذ شروق الشمس ولا يغادر إلا بعد الظهر لتناول وجبة الغداء ليعود عصرا لممارسة عمله الذي لا ينتهي إلا قرابة الساعة الـ10 مساء.
وقال إنه يتفق مع صاحب أحـد التموينات ليوصل له عبوات مـاء من أرخص الأنواع وتكلّفه الواحدة قرابة نصف ريال ويبيعها بريال واحد للقـارورة، وبذلك يكسب الضعف في كل كمية مباعة، مؤكدا أن هذا النشاط مربح كثيرا، وقد يكسب بعض الباعة أكثر من 150 ريالا في اليوم ويعولون بها أسرهم.
وأشار البائع المتجول علي حكمي إلى أنه يضع حافظة مملؤوة بالثلج تحت أحد الجسور الواقع عليها التقاطع الذي يبيع عنده ويملأها بالقوارير لتكون باردة دائما ويحمل كمية منها في كيس بلاستيكي ويتجوّل بها بين السيارات عند توقفها للإشارة الحمراء، ويجد إقبالا كبيرا من الزبائن الذين لا تهمهم نوعية الماء ولا تاريخ صلاحيته، بل الأهم لديهم أن يكون باردا ويطفئ عطشهم.
من جانبه، لم يعترض المواطن فهد آل عايض على تواجد هؤلاء الباعة في الطرق وعند الإشارات، وقال: إنهم يوفرون جهده في البحث عن تموينات للشراء منها في ظل ازدحام الحركة المرورية في الشوارع الرئيسية، مشيرا إلى أنه رغم تشغيله لتكييف السيارة إلا أن حرارة الجو تسبب له العطش باستمرار فيضطر إلى شراء الماء من الباعة المتجولين.
فيما يرى المواطن عبدالعزيز القحطاني أن منظر تواجد هؤلاء الباعة عند الإشارات الضوئية غير حضاري، وقال: إن هؤلاء الباعة يرتدون ملابس رثة تعكس صورة سلبية لدى زوار المدينة، كما أن المياه التي يبيعونها قد تكون مغشوشة أو منتهية الصلاحية، وربما تضر بالمستهلكين، إضافة إلى أن هؤلاء الباعة يعرقلون حركة السير أثناء توقف السيارات للشراء منهم.