آخر نكتة سيحكيها العاطلون عن العمل، تلك التي سأل فيها أحدهم صديقه عن توقعه عندما تدور الأرض أسرع من دورانها الحالي بثلاثين مرة، فأجابه صديقه بكل"دلاخة": سنستلم الراتب كل يوم!

على مدى 6 سنوات ونحن نحتفل عاماً بعد آخر بميزانيات "قياسية"، كل ميزانية تعلو عن سابقتها رقماً، ومع ذلك تزداد نسبة العاطلين والعاطلات. فأين الخلل؟!

يبلغ معدل البطالة ما نسبته 10.5%، وهو ما يعني وجود نصف مليون عاطل وعاطلة في بلادنا. رقم مخجل.. أليس كذلك؟

وقبل يومين قالت تقارير صحافية إن وزارة المالية اعتمدت 45 ألف وظيفة فقط، بما فيها وظائف للبنود في ميزانية العام الجاري لكافة الجهات والمؤسسات الحكومية!

ماذا يفعل هذا العدد المحدود من الوظائف، إذا كان عدد خريجي الجامعات والمعاهد أكثر من 123 ألف خريج وخريجة في العام الواحد، هذا عدا آلاف الخريجين من المبتعثين للخارج، ومثلهم خريجو الأعوام الماضية ممن لم يجدوا وظائف حتى الآن؟

سيقولون إن القطاع الخاص سيستوعبهم، لكن الحقيقة أن وزير العمل نفسه من وصف برامج "السعودة" خلال السنوات الخمس عشرة الماضية بـ"الفاشلة" ، وأكد أنه خلال تلك السنوات صدر أكثر من 16 قراراً (منها 9 من مجلس الوزراء) جميعها تتعلق بتوظيف السعوديين، لكن الوضع لم يتغير عما هو عليه حتى الآن!

بيننا جامعيون تخرجوا منذ 10 سنوات ولا يزالون ينتظرون الوظيفة التي تناسب مؤهلاتهم، هذه حقيقة في بلد يتربع على خمس احتياطي نفط العالم. بينما هناك من لا يزال يتحدث (وهو يضع قدماً على أخرى) عن مبادرات القضاء على البطالة، واستراتيجيات التوظيف، وهو يدرك في قرارة نفسه أن ما يقوله ليس إلا "كلاماً في كلام"!

أحدهم عندما شاهد الآلاف وهم يصطفون في طابور طويل للتنافس على بضعة أرقام وظيفية قال : بشّر مدير "السجون" بشباب لن يجدوا إلا الجريمة وظيفة لهم، بعدما أغلقت أبواب الوظائف الأخرى في وجوههم!