الرياض مدينة عملاقة ، على رغم كونها فتية صبية إذا ما قورنت بعمر مثيلاتها من عواصم العالم ولا يزال أمامها الكثير إذ هي قبلة المواطنين والمقيمين من طلبة العلم والعمل ,ولكن هذه الحبيبة أثخنتها الجراح ، وجارت عليها يد الجراح ما أن نسر بالتئام جرح حتى ينزف آخر اليوم شارع يبقر وغداً يخيطه الرفاء ، وما أن يتم عمله حتى يهرع جراح آخر بمشرطه محدثا جرحا بل شرخا آخر لا يبعد عن الأول سوى بضعة من السنتيمترات إن لم يكن مطابقاً , يد ذلك الجراح غير متوانية ولا متأنية في إحداث ما يجب وما لا يجب والحقيقة أننا البسطاء لا نجد تفسيراً منطقيا لما نراه ولكي لا نتهم بالمبالغة ما على القارئ الكريم سوى تعليق نوتة صغيرة بقرب الباب الخارجي لمنزله وكلما أعمل الجراح مشرطه أمام منزله ما عليه سوى أن يرسم شكلا يعجبه و أنصحه أن يكون الشكل صغيرا إذ سرعان ما سيجد النوتة ممتلئة بالأشكال المختارة . عن نفسي جربت هذه الفكرة فوجدت 13 شكلا في فترة لا تزيد عن نصف عدد الأشهر من السنة ولقد سولت لي نفسي أمراً فخفت من الوقوع في سوء الظن فطفقت أسأل عن السبب فقيل لي المياه والكهرباء والهاتف والصرف و كل ذلك يحتاج لتمديدات ولا سبيل لكل ذلك إلا بالمشرط وبعد ذلك فإن أعمال الصيانة آخذة دورها لا محالة ,فقلت بحسن نية ولماذا لا يتم التنسيق بين تلك الجهات تقليصاً للكلفة وتقليلاً من معاناة المواطن والمقيم فقيل لي الجهل آفة المرء إن كل ما يجري حولك خير محض إن كل عملية بقر تأتي لتصلح ما أفسده مشرط المقاول السابق ، وهكذا تتوالى حسن النوايا من شركة لأخرى ومن منتفع لآخر .