تبقى لكل مجتمع عاداته وتقاليده في كل الأمور الحياتية المتعلقة بالأفراد سواء بأيام المناسبات الخاصة بالأفراح أو الأحزان منها إلى الزيارات وطرق إعداد الوجبات الشعبية المفضلة والعناية بالمواليد، وتختص المرأة النجرانية بخصوصية مميزة في العناية بمولودها توارثتها منذ القدم، إذ تعد هذه العناية مبنية على أسس وخبرات سابقة ممن سبقنها عمرا وزمنا، كالجدة أو الأم أو الأخت الكبرى وغيرهن. إذ يعتبر المدمن والتكمود والمريرة من أولويات اهتماماتها في العناية بمولودها فعند بلوغ المرأة الحامل الشهر السابع تبدأ في شراء المستلزمات الخاصة بطفلها، والذي توليه كل الاهتمام في تلك المرحلة إذ تفضل شراء كل ما يخصه من محلات قد خصصت لذلك الأمر تحتوي على المر واللبان وكمادة ومدمن ومريرة وحلقة وغيرها الكثير. تقول بشرى حسين "عند بلوغي الشهر السابع أثناء الحمل أبدأ بالتسوق وشراء مستلزمات الطفل مثل المريرة، والتي تستخدم للف المولود لحمايته من العوامل الجوية، وتمنعه من الحركة والتقلب أثناء النوم، والمريرة عبارة عن خيوط طويلة من الصوف أو القماش تلف حول بعضها البعض بشكل طولي، ويربط بأعلاها حلقة دائرية الشكل مصنوعة من الحديد، أو تربط هذه الخيوط من الأعلى على شكل دائرة مفرغة، وذلك عند استخدام المدمن للطفل". وتضيف بشرى أن "المدمن يشبه البطانية الصغيرة حالياً، أو قطعة من القماش أو القطن متوسطة الحجم، حيث أقوم بوضع المريرة أسفل المدمن، وأضع المدمن على شكل معين، أقوم بعدها بثني زاويته من الأعلى قليلاً إلى الداخل، وأحضر طفلي وأضعه فوقه، بحيث يكون رأسه في الخارج، وباقي جسده إلى الداخل، وألف عليه المدمن من الجهتين، ثم أقوم بليّ المريرة حوله عدة مرات من الأعلى إلى الأسفل بحركة خفيفة، حتى يتم وضع نهاية تلك المريرة بالحلقة الدائرية". وتشير بشرى إلى أن هذه الطريقة تستخدمها أغلب نساء المنطقة، لأنها أكثر حفظاً للطفل، خاصة أنها تحميه بعد الله تعالى من الأصوات المرتفعة، وأيضاً تساعده على النوم في تلك المرحلة بسرعة دون عناء أو بكاء مستمر. وتذكر منال محمد كيفية استعمال "التّكمُود" أو ما يسمى الكَمادة، وهو علاج شعبي لالتهابات السرة التي عادة ما تصيب المولود عند الولادة وهو يشبه المسحات الطبية اليوم، وهي عبارة عن حبتين أو ثلاث من نوى التمر تضعها الأم بشكل طولي داخل قطعة قماش صغيرة، وتضع فوقها قليلا من المرّ، تلفها بعد ذلك بخيط حتى تصبح محكمة، ولا يمكن فتحها. وتضيف منال "قبل أن ألف طفلي بالمدمن، أقوم بوضع الكمادة على مكان السرة بعد وضعها بقرب الجمر، حتى تصبح دافئة، بعدها أبخر طفلي بقليل من بخور اللبان والمر"، مضيفة أن هذه الطريقة اندثرت في الغالب، حيث أصبحت أغلب النساء يستخدمن المسحات الطبية، إذ تعتبر أفضل صحياً. وتحكي الجدة منيرة محمد عاداتها للحفاظ على المواليد من البرد والعوامل الجوية فتقول "كنت أسقي أبنائي كل صباح ملعقة صغيرة جدا من السمن، وأدهن أجسامهم بالسمن المصنوع بالمنزل لترطيب أجسادهم وتقويتها، وكانت صحتهم جيدة، وأيضاً أضع على رأس الطفل قليلا من عشبة القرض والحلبة والحبة السوداء والمرّ، ثم ألبس الطفل غطاء الرأس المصنوع من القطن". وتضيف الجدة منيرة "كنت أضع الكحل بعيني طفلي وحواجبه، ولكن اليوم كل شيء تغير، فمع التكنولوجيا واستخدامات العصر الجديدة تتغير العادات القديمة". وتقول مريم صالح إنها تفضل وضع طفلها "بالميزب" حتى ينام، وهو سرير مخصص للمواليد، مصنوع من الجلد مازالت أغلب النساء تستخدمه اليوم، تضع الأم فيه طفلها، وتحمله على الكتف عن طريق حلقتين تساعدها على هز الطفل حتى ينام، وتضيف أيضاً أنها تفضل استخدام المنتجات الحديثة من مرطبات ومفارش وغيرها.