يقر العالم أجمع بنجومية الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي كافو, لكنهما مع ذلك يعدان أكثر لاعبي المونديال عبر تاريخه حصولاً على البطاقات الحمراوات (6 لكل منهما)، وهي البطاقات التي أنهت قبل يومين فقط 40 عاماً على اعتمادها كوسيلة جزاء في اللعبة، وذلك ابتداء من المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 1970 في المكسيك.

وكان لظهور البطاقات الملونة قصة طريفة تلت حادثة شهيرة بـ4 سنوات بطلها حكم إنجليزي يدعى كين أستون.

وتقول الحادثة التي ولدت من رحمها فكرة عقوبة اللاعبين بالإنذارات والطرد إنه في مباراة إنجلترا والأرجنتين في مونديال 1966 التي شهدت كثيراً من أحداث العنف قام الأرجنتيني راتين بالتلفظ بكلمات بذيئة دفعت الحكم الألماني الذي يدير تلك المباراة إلى أمر اللاعب بالخروج من الملعب, لكن الأخير رفض، وتسبب اختلاف اللغة والاعتماد على الإشارات في الحوار بين الحكم واللاعب إلى استمرار الجدل حوالي 8 دقائق حتى نزل رئيس لجنة الحكام الإنجليزي كين أستون وأجبر اللاعب راتين على الخروج من الملعب.

فازت إنجلترا في تلك المعركة بهدف دون رد، ووصف مدرب المنتخب الإنجليزي السير الف رامزي لاعبي الأرجنتين بأنهم حيوانات.. لكن الحكاية لم تنته بعد، فبينما كان أستون يقود سيارته, استفزه عدد المرات التي توقف فيها بسبب الإشارات الضوئية, وعاد بالذاكرة إلى واقعة راتين والحكم الألماني في مونديال 1966, وقال "اللون الأصفر في الإشارة الضوئية يعني الانتباه وتخفيض السرعة, والأحمر يعني التوقف تماماً", ومن هنا ذهب أستون مسرعاً إلى لجنة التحكيم العليا واقترح فكرة البطاقتين الصفراء كإنذار للاعب والحمراء للتوقف عن اللعب (الطرد), واعتمدت هذه الفكرة العبقرية أول مرة في 31 مايو 1970 وظهرت البطاقة الصفراء لأول مرة خلال مباراة افتتاح مونديال 1970 بالمكسيك التي جمعت منتخبي المكسيك والاتحاد السوفييتي وانتهت بالتعادل دون أهداف.. ودخل اللاعب السوفييتي إفني لوفشيف التاريخ عندما أصبح أول لاعب ينال البطاقة الصفراء.

ومنذ اعتماد البطاقات أشهرت في مباريات المونديال 1710 بطاقات صفراء, و119 بطاقة حمراء. ويحمل المنتخب الأرجنتيني الرقم القياسي في مجموع البطاقات الصفراء التي تلقاها منتخب في تاريخ المونديال وعددها 88 بطاقة.