ما بين الجد والمزاح، علق كبير مفوضي شرطة جنوب إفريقيا، بيكي كيلي على نية الرئيس الأمريكي باراك أوباما حضور بعض مباريات منتخب بلاده في المونديال المقبل، وتمنى لمصلحته لا كرهاً في المنتخب الأمريكي، ألا يتأهل الأخير إلى أدوار متقدمة في البطولة.
وقال" لدينا معلومات تقـول إن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بـاراك أوبـاما ربما يأتي إلى جنوب إفريقيا من أجل بطولة كأس العالم، لكننا (قالها مازحاً) نتمنى عدم اجتياز أمريكا للدور الثاني من البطولة حتى لا تزيد فرص الرئيس الأمريكي في الحضور، فقد قيل لنا إنه إذا انتقل المنتخب الأمريكي للمرحلة الثانية أو الثالثة، فإن الرئيس أوباما سيحضر".
وتابع "حضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحده يعادل حضور كل زعماء الدول المشاركة من الناحية الأمنية".
ولعلم جنوب إفريقيا البلد المنظم لكأس العالم 2010، أن حضور شخصيات كبيرة على مستوى العالم لفعاليات البطولة التي ستنطلق اعتباراً من 11 يونيو الجاري وتستمر حتى 11 يوليو المقبل، في مصلحتها، فقد اهتمت بالصعيد الأمني للمنتخبات المشاركة وضيوف البطولة بصفة عامة، فاتخذت إجراءات مكثفة بدأتها منذ بضع سنوات لتأمين استضافة البطولة في ظل توافد جماهيري كبير للمشجعين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم بخلاف بعثات المنتخبات المؤهلة لنهائيات البطولة والبالغ عددها 32 منتخباً.
ويبدو أن هذا الأمر كان في مقدمة أولويات حكومة البلد التي واجهت تشكيكاً كبيراً في قدرتها على استضافة الحدث الرياضي الأكبر عالمياً، فخصصت 640 مليونا من عملتها المحلية "رند" (65 مليون دولار أمريكي) لتمويل عملية تدريب ونشر قوات الأمن لتوفير الأمن العام وتأمين مقار إقامة المنتخبات.
نائب المفتش العام لإدارة بوليس جنوب إفريقيا أندريه بويس، اعتبر أن تأمين البطولة مسؤولية مشتركة بين حكومة جنوب إفريقيا التي ستكون مسؤولة عن الأمـن العام للبطولة، وبين اللجنة المنظمة لتي سـتتولى مسؤولية التأمين الداخـلي للاستادات على أن يتم التنسيق بينهما من خلال غرف العمليات العديدة المنتشرة في البلاد.
وتقدمت الدولة المضيفة بخطة أمنية شاملة تتضمن معالجة التهديدات الإرهابية المحتملة ومشجعي كرة القدم المتعصبين (الهوليجانز) والجريمة بشكل عام.
خمس سنوات هي عمر الخطة الأمنية التي وضعتها جنوب إفريقيا لاستضافة البطولة الأهم، وحسب بويس فإن الخطة رسمت في 2004 وتنتهي بانتهاء المونديال في 11 يوليو بعدما اعتمدت من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عام 2008.
رغم العمل الشاق الذي يقوم به رجال الأمن، إلا أنـه لا يخلو أحياناً من الطرائف والمواقف غير المعتادة.
ويقول نائب المفتش العام لإدارة بوليس جنوب إفريقيا في هذا الصدد" لقد نجحت إدارة الشرطة خلال السنوات الماضية في خفض نسبة الجريمة وتأمين الكثير من الأحداث الهامة سواء الرياضية أو السياسية والفنية مثل كأس العالم للرجبي1995 وكأس الأمم الإفريقية 1996 ودورة الألعاب الإفريقية 1999 والمؤتمر العالمي للتنمية 2001 والمؤتمر العالمي للتفرقة العنصرية 2001، وكأس العالم للكريكيت 2004 وكأس القارات 2009 وحفل قرعة المونديال، ولم يتم الإبلاغ عن أي حادثة باستثناء بلاغ كاذب من أحد الصحفيين الألمان عمره 68 عاماً،عن وجود قنبلة فى حقيبته أثناء دخوله القاعة التي شهدت قرعة المونديال، فتم تفتيش حقيبته ولم يكن فيها شيء، فتبين أنه كان يمزح مع الشرطة فقبض عليه وأخلي سبيله بعد أيام لتقديمه للمحاكمة في 15 ديسمبر بتهمة إثارة بلبلة في وقت ومكان حساس".
وتابع" كان هناك واقعة تمثلت في قيام سجين جنوب إفريقي بإجراء مكالمة هاتفية أبلغ فيها عن وجود قنبلة بأحد المطارات. وبعد التفتيش تبين أنها أيضا شائعة، ويواجه هذا السجين مضاعفة عقوبته".
وقاد الهاجس الأمني، الحكومة الجنوب إفريقية منذ 2004، إلى زيادة عدد قوات الشرطة العامة بمقدار55 ألفا ليصل عددهم بحلول العام الجاري إلى 200 ألف وتدريبهم _ حسب تصريحات بويس_ على مراحل في فرنسا وجنوب إفريقيا من خلال عمل مناورات وتدريبات حية بمختلف المواقع والمدن لكيفية التعامل مع الجماهير.